أمينة العلي
اذا قيل مثلا ان معظم شوارعنا أصبحت مزدحمة وان ذلك نتاج طبيعي للزيادة السكانية والزيادة الرهيبة في عدد السيارات، فإن مثل هذا القول لا يمثل الا جانبا واحدا من الحقيقة، لأن هذه الفوضى المرورية باتت دستورا يوميا في معظم المناطق وتنتشر الزحمة في كل الأوقات، حيث لم تعد هناك منطقة في الكويت تخلو من هذه الفوضى، أي ان نظرة سريعة وموضوعية على هذه المشكلة تؤكد ان الزيادة السكانية وزيادة عدد السيارات ليست سوى جانب واحد من جوانب المشكلة التي تتفاقم وتزداد يوما بعد يوم وتستوجب تحركا عاجلا من كل من يهمهم الأمر لسرعة وقف هذه العدوى التي بدأت تنتقل حتى الى الأحياء والمناطق الخارجية اننا عندما نلقي بأبصارنا على أوضاعنا العامة نجد ان غياب النظام يقف وراء كل تقصير وإهمال وسلبية، ومعنى ذلك اننا في حاجة ماسة الى مخطط واضح المعالم يستهدف سد كل الثغرات التي سمحت بهذه الفوضى المرورية والسلوكية والمعمارية في الشارع الكويتي وأي مخطط يتم وضعه مهما بلغت عبقرية الذين سيشاركون فيه سيظل مجرد (حبرا على ورق) اذا لم يكن مرتكزا على احترام النظام، اننا لسنا أقل قدرة من الدول المجاورة لنا نحن بالتاريخ والحضارة والثقافة أقدم عمرا وأعرق شأنا، ومع ذلك فإن خطواتهم التي حققوا بها بعض السبق الذي يثير غيرتنا.
ويؤلم نفوسنا، لم تكن الا نتاجا لاحترام النظام العام وهو ما يتطلب جهدا لاقناع الناس قبل اجبارهم عليه من خلال اشارات تؤكد اننا نملك ادارة قادرة على تقديم القدوة وتوفير الهيمنة.
نحن في حاجة ماسة الى ادارة تقدم المثل والقدوة ولا تتباهى بقدرتها على الاستثناء وتجاهل القوانين من نوع ما نشاهده في شوارع الكويت، واذا كنا نحلم بمرحلة جديدة من الجدية فإن المدخل لهذا الحلم يكون بوضع شعار «النظام» موضع التنفيذ فنحن لا ينقصنا سوى النظام.
أجيال مقبلة
ستعرف الأجيال المقبلة من كتب التاريخ ان كارثة 11 سبتمبر فعلها البعض لحساب اسرائيل وندفع ثمنها نحن المسلمين في كل بقاع الأرض لعل وعسى ان نتعظ.
ما يحدث في القنوات الفضائية على شاكلة برنامج «ستار أكاديمي» كارثة إعلامية وأفعال فاضحة، في الهواء العام، حرام ان يشاهدها أولادنا ويتعلموا منها سوء وفضائح الأخلاق.
من يقرأ مشاكل وهموم أمتنا العربية في أوائل القرن الماضي يكتشف انها نفس هموم ومشاكل هذا القرن وأن التاريخ يعيد نفسه والعجلة تدور ونحن لا نتحرك.