أمينة العلي
في ساعات الحرج التي نمر بها تكون مراجعة النفس لكل شيء ضرورة يتعرف بها الانسان على مواقع قدمه واتجاه خطاه.
ومن المراجعة الجادة ان نعيد النظر في مقومات شخصيتنا الثابتة ومعالمها المتطورة حتى نستطيع ان نعرف حقيقة أنفسنا وننفذ اعماق طبيعتنا، ان أي ضوء قليل كفيل أن يقوي من عزائمنا ويشد على أيدينا في محنة نجتازها أو أزمة يحاول البعض ان ينال عن طريقها من ايماننا بأنفسنا وقدرتنا على الخروج منها.
لأن الحياة لم تعد كما تعودناها من قبل، لم نعد نعيش ونحيا لنأكل ونشرب وغدا نموت.
لم نعد نعيش ونحيا متواكلين دون تدبر لواقعنا وتعقل لمستقبلنا.
الحياة اليوم مسؤولية تبدأ من احساسك كإنسان يريد كل شيء وأي شيء، يريد ان يستمتع بمباهج الحياة، في حدود الشرع والدين، يريد ان يمتع نظره بجمال الطبيعة، سمعنا كثيرا عن الرغبة في تزيين وتعمير الساحات الخالية التي بين البيوت أو تزين الميادين التي تربط المناطق ببعضها وانشاء نصب تذكاري بها.
سألت الجهات التي بيدها الأمر لماذا للآن لم تنشئوا نصبا تذكاريا في هذه المناطق فمعظم الميادين في أغلب دول العالم تتزين بنصب تذكاري قال البعض إن رجال الدين يرفضون ذلك لأن النصب التذكاري يعتبر نوعا من التماثيل، ولأن التمثال صنم والصنم رجس من عمل الشيطان معنى ذلك ان كل من وضع تمثالا في ميدان من اجل الزينة وعدم محو هوية من وضعوا له هذا النصب التذكاري يعتبر حراما.
البعض الآخر يقول انها ليست مسألة نصب تذكاري، بل هي مسألة مشاريع البلدية، ومن هم المتحكمون في تنفيذها والبعض يريد ان يبقى الحال كما هو عليه.
لكن الاخوة المسؤولين «شاطرين» في سن قوانين ليس لها أي داع لتنفيذها مثل إزالة الدواوين المبنية على أراضٍ ترجع ملكيتها للدولة.
هذه الدواوين هي أشبة ببيوت مصغرة تمثل عادات وتقاليد المجتمع يجتمع فيها كبار السن ويجتمع فيها المسؤولون ويجتمع فيها الشباب يتحدثون في أمور تخصهم أو يلعبون لعبة من اجل قضاء الوقت.
هذا أفضل لهم من التسكع في الشوارع والمجمعات، وتكون النتيجة جرائم متنوعة البعض يقول ان الدولة تريد الأمور هكذا.
تريد الفوضى، تريد ان يكون هناك كبير وصغير، وأنا أقول ان الدولة لا تريد ذلك، بل هي تحارب مثل هذه الأمور، ولكن البعض والذين يسيّرون الأمور يسيرون عكس التيار، لكن من المتضرر؟! طبعا هم عامة الشعب فعليهم ان يطيعوا وبس ويغطسوا في بحر الظلمات.
هناك قضية اخرى لابد لي ان اطرحها وهي ان بعض الطلاب والطالبات الذين هم كما يطلق عليهم (فئة البدون) يتم قبولهم في بعض المعاهد أو الكليات وحين يتخرجون يفاجأون بأن أبواب الرزق والعمل مسدودة أمام وجههم لماذا؟ لأنهم لا يحملون الجنسية الكويتية.
السؤال هنا وأوجهه الى مسؤولي التعليم في هذا البلد كيف افسحتم لهم المجال وصرفتم لهم الرواتب الرمزية من اجل مساعدتهم في انهاء دراستهم.
وفي النهاية وبعد تخرجهم يأتي من يقول لهم آسفين لا نستطيع تعيينكم لأنكم لا تحملون شهادة الرحمة. آسفة شهادة الجنسية.
هل هذا ضحك على الناس وتضييع وقت وجهد وامكانات؟ ما ذنب هذه الفئة من الشباب الذين قضوا سنوات من عمرهم يدرسون؟ وهم ما اتجهوا الى هذه الدراسة الا للحاجة للعمل من اجل العيش، وتكون النتيجة انهم وشهادتهم في الشارع لا قيمة لها وسنوات عمرهم التي ضاعت في الدرس والتحصيل انما هي لكي يقال عنهم خريجون.