أمينة العلي
«صولة السياسي تفعل في المجتمع مالا تفعله الكلمات، والمثقف من جهته يحاول بشكل أو بآخر أن يكون له هو الآخر وضعه الذي يسمح له بالمساهمة والحضور على الأقل بما يكتب ويقال.. ومهمة الصحافة فتح النوافذ للجميع وهي ليست مقالة تعرض رأيا أو فكرا فقط، بل تمتد الى الخبر والتحقيق والحوار الذي يكشف ويعري كل ما يمكن ان يجرح ويؤلم، والإعلام العربي كان دائما ومازال أداة تستخدم في الخلافات والأزمات والحروب، وطغت لغة الخصومة على لغة الحوار، لذلك علينا أن نتصدى لكل من يحاول اثارة البلبلة والفرقة وألا نترك لهم فرصة لتصديع المجتمع الكويتي.. الكويت تحترم الرأي والرأي الآخر».. بهذه الكلمات الصريحة الحكيمة خاطب وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد جموع الصحافيين والإعلاميين وضيوف الملتقى الإعلامي الذين لبوا دعوته على العشاء، وعقب العشاء فتح وزير الإعلام حوارا مفتوحا مع ضيوفه الإعلاميين بعقلية واعية وأسلوب شفاف، وأجاب عن أسئلة الصحافيين والإعلاميين بكل رحابة صدر وكانت كلمات الشيخ صباح الخالد عميقة ومعانيها مؤثرة في نفوس جميع الزملاء والزميلات الذين حضروا الملتقى الإعلامي العربي والذي يهدف الى تطوير الخطاب الإعلامي العربي وفتح الباب أمام جميع التيارات بلغة حوار راقية، وبهذه العقلية الواعية والأسلوب العلمي ستكون الفرصة مهيأة لوضع السياسات السليمة للإعلام الكويتي الناجح، كانت كلمات وزير الإعلام عميقة في معانيها، قال كل شيء كمواطن كويتي قبل ان يكون المسؤول الأول عن الإعلام، لم يخف شيئا، استمع بكل رحابة صدر الى جميع الآراء والملاحظات التي طرحت وما أكثرها.
لم يتضايق على الرغم من حدة بعضها وأصر على استكمال الحوار حتى بعد انتهاء الوقت.
هذه العقلية المتفهمة المتفتحة هي بالضبط ما نريد لأن انظار العالم كل العالم لاتزال موجهة الى الكويت، وأصحاب النفوس المريضة، يسعون لاصطياد أي زلة للتشهير بنا أمام المجتمع الدولي.
كم كان وزير الإعلام رائعا وموفقا في اجاباته، ومن الواضح ان مفهوم الشيخ صباح الخالد لماهية الاعلام كعلم وفن يقف وراء القفزة الرائعة التي حققها إعلامنا الرسمي في السنين الأخيرة، نتمنى من الوزير المتفهم مزيدا من الجرأة في التعامل مع الأحداث والتطورات المتلاحقة لأن إخفاء الحقائق سيضعنا في مرتبة النعام.