هل نجحت الانتخابات الرئاسية في وضع مصر على طريق الديموقراطية فالمواطن المصري جريء وشجاع جدا استطاع ان يقتحم المناطق المحظورة وتعدى كل الخطوط الحمراء من خلال دوره الذي قام به منذ بدء الثورة حتى الآن، 90% من المصريين المثقفين الوطنيين لم يتغير موقفهم يوما منذ حكم الملوك بمصر الى حكم مبارك وحتى في ظل الجبروت السابق، المواطن المصري بكل فخر خاض معارك كثيرة كانت نتيجتها وصوله الى ثورة غيرت خارطة مصر.. بذل المواطن المصري الذي يعشق مصر ويخاف عليها بعد الثورة جهدا كبيرا ومميزا وهذا يرجح الى زخم الأفكار واصراره على تكملة المشوار.. الحراك السياسي والاعلامي الذي تشهده مصر الآن هو الثورة الحقيقية.. بعد ظهور نتيجة الانتخابات هل سيقبل الشعب المصري بهذه النتيجة وهل ستهدأ الاحداث وهل الثوار الحقيقيون سيرجعون الى منازلهم بعد ان يكونوا قد ادوا رسالتهم ام انهم سينقلبون ضد انفسهم ويحتاجون الى من يأتي ليطمئنهم ويعمل على تجديد الأمل عندهم مرة اخرى ويبث روح التفاؤل ام سوف ينقلب الى مصدر قلق وتشاؤم.
لابد ان نتحلى بالصبر وألا نكون مصدر قلق وتشاؤم ويجب في هذه الفترة الحساسة والفارقة في تاريخ مصر أن نأخذ الأمور بروية لأننا ابناء شعب واحد نعيش تحت سماء واحدة وعلى ارض واحدة فلابد ان تنتهي مرحلة ما قبل الثورة حتى يستطيع الشعب ان يركز على اختيار اهم حدث ستشهده مصر بعد الثورة اعلاميا، اي مواطن يعمل لصالح مصر يدرك طبيعة المرحلة الراهنة هو مواطن محايد وعاقل وأكيد يحمل في جعبته اجندات خارجية وداخلية تنفذ من خلاله وليس من خلال اخطاء معارضي الثورة، أكيد هناك اجندات خارجية وداخلية تنفذ من خلال بعض القنوات ولكن على الجانب الآخر هناك مواطن الثورة صاحب الرؤية الخاصة الذي يعبر عن فكره بكل حيادية وامانة.. انا ضد من يريد اسقاط المجلس العسكري لأنني اؤيد النظام العسكري فجيش مصر الشجاع هو الذي حمى مصر ايام الثورة وحتى الآن وتاريخه في النضال والدفاع عن تراب الوطن واضح، ان مواطن الثورة لا يقبل المزايدة على حبه وانتمائه لمصر وسواء اصبحت مصر بعد الانتخابات تحت حكم العسكر او تحت حكم الاسلاميين فأنا متفائلة من نسيج الوطن واعتقد ان دخول العسكر او الاسلاميين عالم السياسة سيجعلهم يديرون الامور بحكمة اكثر وذلك من واقع المسؤولية التي كلفهم بها الشعب.. سواء كان الرئيس من العسكر او من الاسلاميين او من الليبراليين فنحن نريد رئيسا وطنيا مخلصا محايدا، يجمع كل فئات الشعب المصري تحت حب الوطن من اجل بناء مصر جديدة.. فإذن ارفع رأسك لأنك مصري فأنت أمامك قضايا ملحة مرتبطة بمواطنتك سوف تقوم بحلها بمساعدة الرئيس القادم الذي امامه الكثير والعديد من الملفات والقضايا الرئيسية التي تمثل تحديا حقيقيا يبحث عن واقع افضل في ظل مرحلة انتقالية في فترة خاصة لتعدد القضايا الشائكة وها نحن في انتظار ايجاد حلول تأتي من خلال المؤسسات المنتخبة المطلوب منها التعامل مع الكثير من القضايا اولاها الملف الأمني الذي يعد احدى القضايا المطروحة على اجندة الرئيس القادم وكذلك كيفية التعامل مع التيار الاسلامي السياسي والذي استولى بعد ثورة 25 يناير على اغلب مقاعد البرلمان بمجلسيه في سياق اتسم بالتأزم بين قوى الاسلام السياسي والقوى الاخرى مما اسفر عن عدد من القضايا الشائكة يتعين على الرئيس التعامل معها خصوصا التيار الاسلامي بتنوعاته وأفكاره واتجاهاته، وهناك الكثير من المشاكل الشائكة بالسياسة الخارجية امام الرئيس القادم كانت موجودة خلال الفترة السابقة وخصوصا بعد الثورة حيث مرت مصر بأزمات مع العالم الخارجي تجلت ملامحها في العلاقة مع اسرائيل وأميركا.
بعد الثورة اختلفت صورة المجتمع المصري واصبح هو العنصر الفاعل الأمر الذي يطرح تساؤلا على الرئيس القادم عن كيفية استعادة قوة الدولة مع الحفاظ على حيوية المجتمع لقوة تحقق التوازن في دولة ما بعد الثورة.
[email protected]