أمينة العلي
الرئيس المنتخب باراك أوباما هو الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الاميركية والذي استطاع ان يحقق حلم الزعيم المناضل الاسود مارتن لوثركينج للوصول الى البيت الابيض، يواجه هذا الرئيس الكثير من المصاعب والمتاعب التي لم تواجهها اي حكومة اميركية جديدة في التاريخ الحديث، فأمامه الكثير من المصاعب التي عليه ان يحلها، فهو سيتعامل مع ازمة مالية واقتصادية عالمية، وسيواجه بعينيه الثاقبتين برامج النووي في ايران وكورية الشمالية، وعليه القضاء على عمليات الارهاب المفتعلة.
فوز المرشح الديموقراطي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية لم يكن مفاجأة، لان المواطن الاميركي واجه صعوبات كبيرة خلال الـ 8 سنوات الماضية والتي تولاها الرئيس الاميركي بوش التي جلبت المآسي والازمات المتتالية على الولايات المتحدة الاميركية مما جعل المواطن الاميركي في عهد الرئيس بوش يمل، وارغمته هذه السياسة على البحث عن طوق النجاة والبحث عن آمال واحلام جديدة.
لكن الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما كان صادقا مع نفسه ومع ناخبيه، فقال بعد انتخابه انه لا يملك عصا سحرية لكي يغير الاوضاع المالية وان على ناخبيه الانتظار حتى تتضح الامور بالنسبة اليه ولفريقه لمعالجة المشكلات التي سيرثها خلال الفترة المقبلة، منها تركة من المشاكل المحلية الثقيلة بالاضافة الى تركة كبرى من المشاكل الدولية والتي عجزت ادارة الرئيس بوش المنتهية عن حلها مثل قضية الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية الاسرائيلية وهي قضية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، بصراحة الناخب الاميركي استطاع ان يختار الرجل المناسب الذي اخذ لنفسه شعار التغيير فالمواطن الاميركي مل من الوضع الراهن والمواطن غير الاميركي ايضا مل من كل شيء، فشعار التغيير الذي اتخذه اوباما لنفسه استطاع به ان يتقدم على منافسه جون ماكين بكل سهولة ويسر مجرد انه طرح شعاره هو التغيير هذا ساعده بعد ان برهن للشعب الاميركي على حكمة اوباما صمد الى آخر المشوار ليبرهن للعالم على انه رجل التغيير المقبل لانه استطاع من خلال سياسة وبحكمته وتواضعه ان يجمع قلوب الناخبين الاميركيين كافة من دون اي تمييز عنصري هذا بالاضافة الى ان الجمهوريين الذين وجدوا انهم بحاجة ماسة الى التغيير الفعلي نتيجة للفشل الذي احاط بسياسة الادارة الاميركية السابقة.
الرئيس اوباما يريد القضاء على العنصرية بجميع اشكالها وألوانها استطاع هذا الرئيس ان يجذب انظار العالم اليه من اجل تحقيق الحلم الاميركي استطاع ان ينجح في كيفية طرح القضايا الاميركية مركزا على قضايا تهم المواطن الاميركي مثل تخفيض الضرائب التي ستتيح للمواطن الاميركي ان يعيش حياة افضل وتحقيق الرعاية الصحية والتعليم السليم.
إن تولي الرئيس اوباما منصب رئيس اكبر دولة في العالم هذا معناه ان الولايات المتحدة الاميركية قد فتحت صفحة جديدة للتغيير في السياسة الاميركية في حين اغلقت ابواب العنصرية مع بدء عهد جديد لولاية الحزب الديموقراطي التي ستسهم بصورة جدية في بناء البنية التحتية لوطنهم والقضاء نهائيا على تراكم الديون الاميركية والعجز المالي في دولة تعتبر ميزانيتها اكبر ميزانية مالية على مستوى العالم كله.
نعم اوباما سيغير نظرة الولايات المتحدة الى العالم العربي والى العالم الغربي وسيحسن صورة الولايات المتحدة الى الافضل حتى يطبق مبدأ التغيير الذي وعد به الناخبين لكن هذا لا يمنعه من ان يتقرب لاسرائيل ويتعاطف معها على حساب العرب لكن دعونا لا نتعجل الحكم على الامور لان الايام المقبلة ستقدم لنا الكثير من المفاجآت.