أمينة العلي
حرص صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على منح مجلس الأمة فرصة ليعالج مواضيعه من خلال أعضائه، وتفهم سموه اعتبارات خطاب استقالة الحكومة في شأن الممارسات البرلمانية المعيقة للديموقراطية بعدم حل المجلس لا دستوريا ولا غير دستوري، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على حكمة سموه.
حقيقة إننا في وضع مؤلم وخصوصا اننا في بلد ديموقراطي لكن إلى الآن مازلنا لا نعلم ما الذي يجري فيه، فهل مازلنا أمام حكومة فشلت في إدارة البلد أم اننا مازلنا أمام مجلس «كل من إيده إله» أي كل واحد من أعضائنا المحترمين يريد ان ينفذ ما يدور في خاطره ولا تهمه مصلحة البلاد ولا العباد؟
إن ما يمارسه أعضاء مجلس الأمة ما هو إلا عبث، يقولون إن مجلس الأمة سيد قراراته وهو الذي يعبر عن نفسه وان هروب الحكومة من الوضع الراهن ما هو إلا تحد سافر لإرادة الشعب الكويتي.
الذي أعرفه ويعرفه غيري هو ضرورة ان يمارس الأعضاء دورهم المنوط بهم، لأن هؤلاء النواب يمثلون الأمة وعليهم واجبات وحقوق وتأدية دورهم الرقابي وفق الأدوات الدستورية وإرادة الشعب.
وليعلم الأفاضل النواب ان الكرسي زائل بمرور الوقت وان جلوسهم على كراسي البرلمان ما هو إلا لهدف المحافظة على دستورنا ووطننا وهذا أقصى ما يتمناه المواطنون الذين منحوهم الثقة في تمثيلهم.
المجلس والحكومة كلاهما يتهم الآخر بعرقلة القوانين وخلق التأزيم ما أدى في نهاية الأمر إلى الانحراف في الممارسة البرلمانية حتى بلغت مرحلة مؤسفة من مراحل الإساءة للوضع العام ووضع المواطن والإساءة للمصلحة الوطنية وهذا يؤدي في النهاية إلى تشجيع الفوضى ودعوة صريحة لإفساد المجتمع مما يؤدي إلى إثارة الفتن وضرب للوحدة الوطنية وإضرار بمصلحة الوطن والمواطنين وعرقلة التنمية في البلاد.
وأتساءل كل هذا لمصلحة من؟ لأننا مازلنا نمر بأزمة اقتصادية خانقة وتدن في أسعار النفط وتعطيل المشاريع التنموية وأزمة سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) التي أكلت الأخضر واليابس وأوقعت أضرارا كبيرة على المواطنين، ناهيك عن المشاكل الأخرى والتي تسرق النوم من عيون الكثيرين، وهي المشاكل الصحية والتعليمية والإسكان، والكثير الكثير، أعتقد انه لا يمكن حل كل تلك المشاكل والأزمات إلا من خلال تضافر الجهود بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وان يكون هناك تعاون حقيقي لحل كل ما نمر به من مشكلات.
حكومة رايحة وحكومة جاية انتخابات للمجلس واستقالة الحكومة تكرار مثل هذا الأمر يثير الريبة والشك لكنني أعلم علم اليقين أن ولاء الكويتيين هو لله أولا ثم الوطن والأمير، وأدعو الله عز وجل ان تشكل الحكومة المقبلة على خير، وأن تكون حكومة متعافية تعالج مسببات الأزمات المتتالية لأن البلد متخم بمشاكل عدة والشعب ينظر لحل هذه المشاكل من خلال تعاون السلطتين.
وان يضع الجميع نصب عينيه التردي الذي وصلنا إليه في جميع المجالات والناتج عن غياب الخطة التنموية التي أثرت على المواطن الكويتي الذي ينتظر منهم حل ومعالجة همومه وتبني قضاياه.
الكويت أمانة بأعناقنا تستحق ان نضحي لأجلها بكل شيء وبأي شيء لأن وضعنا مذر جدا ولم يعد كالسابق سلسا وجميلا، وللأسف الكويت لاتزال تتجه نحو المزيد من الأزمات والإشكاليات بسبب عدم نضوج الديموقراطية الكويتية على الرغم من عمرها الطويل.
الديموقراطية الكويتية انتهكت وبتنا في المؤخرة بعد أن كنا في المقدمة، هل الحل في حل مجلس الأمة أم في استقالة الحكومة؟ أعتقد ان الحل يكون بمراجعة الحسابات من أجل وضع النقط على الحروف.