أمينة العلي
تحتضن الكويت القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والتي تعتبر الأولى من نوعها وهي تعكس توجها جديدا للدول العربية نأمل في نهاية هذه القمة ان يكون من بين توصياتها تغيير حقيقي على مستوى الاقتصاد العربي لأن هذه اللقاءات والملتقيات وسماع وجهات نظر الآخرين ومناقشتها بتبادل الآراء والأفكار نوع مميز وقناة من قنوات الاتصال الفعال للمسؤول القادر على تزويد نفسه بخبرات وأفكار ومعلومات يصعب التعرف عليها ولإزالة الحواجز ان وجدت.
استضافة الكويت لهذا المؤتمر تمثل منهجية لمفهوم المسؤولية تجاه العمل ويمكن المسؤول من التعرف على ايجابياته وسلبياته وتوثيق العلاقة بالمواطنين، ان استضافة الكويت للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية تثمن للكويت دورها الاقتصادي بعد الأزمة الاقتصادية المالية العالمية، حيث تأكد من خلال المناقشات ان الاستثمار في الدول العربية أفضل منه في أميركا وأوروبا واليابان وان ضعفنا وضعف اقتصادنا العربي سببه تزايد المشاكل والخلافات العربية، ولو أردنا التغلب على كل مشاكلنا السياسية فلابد أولا ان نسهل السبل لنجاح التعاون الاقتصادي العربي لأننا نمتلك امكانات كبيرة لو تعاونت الدول العربية وتكاتفت وفرضت نفسها بالقوة العالمية وظهرت شركات عربية عملاقة فهذا سيطور الدور التجاري بين الدول العربية ويعزز التطورات الاقتصادية العربية على مستوى العالم العربي لأن حدوث تطور اقتصادي سيساهم في حل المشكلات السياسية لأن مشاكلنا لن تحل إلا بالعمل العربي المشترك، اننا في وضع مؤسف حيث ان انعقاد القمة العربية الاقتصادية في الكويت يتصادف مع عدد من الأزمات السياسية والاقتصادية والتي أتمنى ان تتوج أعمال هذه القمة بتوصيات عملية تطبق على أرض الواقع والا يكون مصير هذه التوصيات كالعادة أوراقا تحفظ في ملفات للحفظ.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة والتي طالت الأخضر واليابس بما فيها بورصات وشركات وبنوك ومستثمرون كبار وصغار ظهرت هذه الأزمة بوضوح في مؤشرات أسواق الأسهم المنهارة وخسائر الشركات والمستثمرين الضخمة، في ظل ذلك، هل سيحقق المؤتمر ما نأمل فيه من ارتفاع الاقتصاد وتعويض المستثمرين ومساعدة أسواق المنطقة على مواجهة انعكاسات الأزمة الطاحنة؟ هل هذه القمة هي فرصة لإعادة تقييم الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي العربي؟ وهل ستعيد هذه القمة بتوصياتها النظر في صياغة أبعاد عالم جديد يكون القادة فيه هم العرب وحدهم؟ حيث يتم فيه تنسيق المواقف العربية الاقتصادية، لأن موقع الأمة العربية الجغرافي الوسيط وشعبنا له خبرة وتاريخ في مجال الانتاج والصناعة وعلى ذلك ليس من الواقعي ان نطالب بغلق الأبواب أو بعزل العالم العربي عن السوق العالمي لأن الأزمة الاقتصادية الحالية لها أهمية على ان يكون الانفتاح على العالم اقتصاديا مستندا الى سوق انتاجي عربي قوي.
العرب يملكون رؤوس الأموال واليد العاملة والبترول وتمكنوا من غزو الأسواق الخاصة بالبتروكيماويات وتمكن العرب من تصدير الكثير من الخدمات وأصبحت بعض الشركات العربية منافسا خطرا في السوق العالمي.
نأمل ألا تكون هذه القمة مجرد تظاهرة سياسية يتم من خلالها طرح الشعارات والأفكار الارتجالية غير المدروسة خصوصا ان وقت انعقادها تصادف مع وجود انشقاق فلسطيني وتنابذ عربي وتجاهل دولي لما يحدث في غزة من مجازر إسرائيلية حصدت الآلاف من الأبرياء ونحن مازلنا نقوم بدور المتفرج.