سأطرح سؤالا يشاركني فيه الكثيرون وهو ماذا نريد من الحكومة المقبلة وما الطموح الذي نرغب في تحقيقه عبر انجازاتها وعملها المتوقع؟
المهمة المقبلة للحكومة الجديدة صعبة وعملها يتطلب الغاء ميزة التردد التي كانت قرينة الحكومات السابقة، الثقة هي المدخل الحقيقي لاستعادة الصدارة والتعامل مع مجلس الامة بكل اطيافه، فلا بد ان تكون الحكومة المقبلة واثقة بالعمل وقادرة على انجاز السبق الذي طالما سمعنا عنه وهو اعادة ترميم الكويت وجعلها مركزا ماليا واقتصاديا لاننا انتظرنا طويلا من اجل تحقيق هذا الهدف، وقبل كل ذلك معاونة المواطن لمواجهة صعوبة الحياة في ظل تردي الاوضاع الصحية والتعليمية والانفلات الامني والهدر في المال العام وانتظارنا للمساكن الحكومية.. ليفهموا ايضا معنى الوجود وقيمته وليستوعبوا قبلها أنه لا فائدة لأي شيء في هذا العالم ان لم يكن هناك وطن نحتمي خلف جدرانه وان العمل شراكة استراتيجية وان التخطيط لإقامة وتنفيذ ووجود مشاريع استراتيجية مهمة كبرى تتشابك فيها المصالح على كل الاطر والاصعدة مع القوى العظمى والاقوى في هذا العالم، ومع ذلك يبدو ان الحكومة الجديدة لن تكون جديدة من ناحية المضمون عن اخواتها السابقات وان كان هناك تغيير فقد يكون شكليا فقط وسيأتي الوزراء على اسس المحاصصة بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد، ولن يكون للحكومة الجديدة اي امل جديد يعول عليه الشارع الكويتي لاضافة اي جديد يذكر.. من المهم هنا ان نذكر ونشير الى ان بعض الوزراء الجدد ولو كانوا من الرموز المعروف عنها تطبيق القانون وقلبهم على وطنهم وعلى المال العام فعليهم الا يعتمدوا على اي غطاء ممكن ان يقدم لهم سواء من ناحية تقويتهم امام النواب في مجلس الامة او امام الاعلام والشعب بشكل عام، فمن اسهل الامور وابسطها والتي عهدناها في الحكومات السابقة هي التخلي عن الوزير الذي قد يتعرض لأي ازمة سياسية والاكتفاء بلقب وزير سابق.
وللتغلب على هذه الصعوبات التي يوجهها اي وزير جديد لا بد له ان يعتمد على نفسه في مواجهة اي مشكلة سياسية وان يرسم لنفسه سياسة تخصه لانه في النهاية هو المتضرر وعليه ان يضع برنامجا واضحا يكسب به تأييد النواب عبر طريق التعامل النظيف المباشر معهم،
والا يقع في فخ تسيير معاملات مشبوهة قد ترضي البعض وتغضب آخرين فيكون عرضة لانتقاداتهم ومن ثم مساءلته سياسيا، لذا من مواصفات الوزير الصالح الناجح هو ان يمسك العصا من الوسط وعلاج ما يعرض عليه معالجة صحيحة ليستطيع حل اي قضية قد تكون فيها شبهة او التواء على القانون.
صرح بعض الوزراء السابقين بأن الكويت في طريقها لتصبح دولة متقدمة ربما ارادوا ان يقدموا هدفا مهما للعمل الوطني تشتد حاجتنا اليه في الوقت الراهن مهما بدا طموح مثل هذا الهدف ولكن المشكلة الكبرى هي كيف يمكن تحويل هذا الطموح المشروع الذي لا يختلف عليه اي وطني غيور على بلده ومكانته ومستوى معيشة شعبه الى واقع، المشكلة الكبرى اننا نفتقر الى خريطة طريق واضحة من قبل الحكومة او غيرها توضح كيفية تنفيذ مثل هذه الافكار الطموحة، ان الاكثر اهمية في تقديري هو ضرورة وضع الحكومة لخطط محددة تحاول ترجمة الهدف على ارض الواقع بحيث تحدد الهدف والمهم هو الخطوة الاولى في مشوار الالف ميل شرط ان تكون خطوة في الاتجاه الصحيح.
[email protected]