أمينة العلي
يوم المرأة العالمي الذي يصادف يوم 8 مارس يعد مناسبة لاستذكار خيبة المرأة وما وصلت اليه من ضعف، هذا الانطباع يمكن استخلاصه بسهولة ودون عناء او صعوبة من خلال نظرة سريعة لواقع المرأة المؤلم في المجتمع العربي ففي الوقت الذي يتعاظم فيه دور المرأة في الدول الأوروبية وتتسع مساحة مشاركتها في جميع الميادين وفي وضع القرار بعد ان منحت حقوقها نجد المرأة العربية وخصوصا الكويتية تتعرض للضغوط والإهمال في كثير من حياتها بالاضافة الى حرمانها من بعض الحقوق، ناهيك عن جور بعض القوانين على الرغم من كفاءتها وعطائها وتفانيها ونجاحها في معظم المسؤوليات التي تتولاها.
المرأة العربية دائمة العطاء فهي لا تحتاج الى يوم او مناسبة للتذكير، بدورها المرأة الكويتية بعد ان نالت جزءا بسيطا من حقوقها السياسية، الا انها حرمت من العديد من القوانين المجحفة بحقها مثل قانون الأحوال الشخصية وقانون الجنسية والتأمينات والرعاية السكنية وغيرها الكثير، المرأة العربية والكويتية بصفة خاصة مازالت نائمة في العسل غير مبالية بما هي عليه ووضعها لا يسر عدوا ولا حبيبا، ومثلما يقولون «انها تحتاج هزة حتى تستفيق من غفوتها».
سبق ان فاقت المرأة الكويتية من سباتها العميق عندما حدث الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت، انبرت المرأة وتحمست وغاصت وانخرطت وأبلت بلاء حسنا شهد له الجميع في أعمال المقاومة وأسرت واستشهدت واصبحت مثالا يحتذى به.
وهنا اتساءل هل تحتاج المرأة الى يوم يذكرها بوضعها او المطالبة بحل مشاكلها حتى تتحرك بعد ان نالت جزءا بسيطا من مطالبها السياسية، حيث أراها اليوم تعود مجددا الى النوم في العسل.
الاحتفال بيوم المرأة هو يوم يجب ان يأخذ حقه من جميع الجوانب الثقافية والإعلامية والتوعية وليس السياسة فقط ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا احد يهتم ووضع المرأة في الإعلام من سيئ إلى اسوأ.
اننا اليوم ونحن نحتفل او نتذكر هذه المناسبة سنتذكر ذلك اليوم حينما أضاءت الرغبة الأميرية السامية والمصادقة على المرسوم بقانون في 16 مايو 1999 سماء الكويت فرحة فهذا التقدير من صاحب السمو الأمير لم يأت من فراغ بل هو تتويج لدور المرأة الكويتية التي اثبتت جدارتها كنموذج مشرف ودور شامخ في رحلة الكفاح الطويلة مساندة ومشاركة للرجل الكويتي لم تزلزلها او تهزها المحن، صبرت وكافحت ايام المحن حتى وصلت الى أعلى المراتب فهي الآن الوزيرة والسفيرة والطبيبة والمحامية وهي مديرة الجامعة تبوأت المرأة الكويتية كل ما تصبو اليه المرأة في العالم المتحضر الا ان هناك فجوة لابد من ملئها حتى يتحقق التوازن ولا يتأتى ذلك الا بالتوعية، توعية المرأة حتى يمكنها التعرف على جوانب الحياة بكل اشكالها والمطالبة بحقوقها كاملة وغير منقوصة لأنها لو ظلت ساكتة على عدم المطالبة بكل حقوقها فسترى ان الكل قد سبقها وهي مازالت تنتظر ولا ندري الى متى ستظل تنتظر.
أتمنى ان يكون هذا اليوم مناسبة يتذكر فيها المسؤولون وأصحاب القرار ان نصف المجتمع مهمش على رغم ما يتمتع به هذا النصف من ثقافة وعلم وخبرة وكفاءة ودراية باعتراف الجميع فالمرأة الكويتية مازالت غائبة عن أعين اصحاب القرار ومازالت تبحث عمن يهتم بها وبقضيتها لأنها ترى ان الأحداث والظروف مازالت تسير الى الأسوأ وذلك بفضل اداء النواب في مجلس الأمة الذي لا يبشر بالخير ليس في موضوع المرأة انما في جميع القضايا فهم مشغولون بالاستجواب وافتعال مشاكل جانبية لذلك لن تأخذ المرأة حقوقها كاملة لأنه مازالت هناك فجوة بين الرجل والمرأة والحل هو بصراحة لا أدري.