أمينة العلي
وصلنا إلى سكة مسدودة ليس لها أي مخرج إلا بمعجزة من عند الله عز وجل، فسوء التخطيط جعل الكويت البلد الآمن تعيش حالة من الجمود التي ستستمر مادامت هناك حكومة مثل حكومتنا المستقيلة والتي كانت لا تسر عدوا ولا حبيبا، فقد كانت مترددة عاجزة ميتة قبل أن تولد، ولقد حاول صاحب السمو الأمير وولي عهده الأمين ضخ الدماء النقية في شريان جسد من يمثلون الحكومة، ومدها بأسباب البقاء لتبقى وتعيش ولكن حالة «الملاشط» انتقلت بسرعة بين كل أعضاء المجلس والحكومة، انتقلت وكأنها عدوى انفلونزا الطيور، حتى وصلت إلى كل النواب والكل يتخبط حتى انهم كما يقولون «جو يكحلوها عموها» ومع ذلك ظل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد صابرا لمدة طويلة لأن سموه حريص على منح مجلس الأمة فرصة ليعالج مواضيعه، وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على حكمة سموه.
حقيقة اننا في وضع مؤلم وخصوصا اننا في بلد ديموقراطي، لكن الى الآن مازلنا لا نعلم ما الذي يجري في بلدنا، فهل كنا أمام مجلس يتخبط فيه الجميع، وكل شخص يريد ان ينفذ ما يدور في خاطره ولا تهمه مصلحة البلاد ولا العباد.
يقولون ان مجلس الأمة سيد قراراته، وهو الذي يعبر عن نفسه وان هروب الحكومة من الوضع الحالي ما هو إلا تحد سافر لإرادة الشعب لكن ليعلم السادة الذين كانوا نوابنا ان الكرسي زائل بمرور الوقت وان جلوسهم على كراسي البرلمان ما هو إلا لهدف المحافظة على دستورنا ووطننا وهذا أقصى ما يتمناه المواطنون الذين منحوهم الثقة في تمثيلهم.
المجلس والحكومة كل منهما يتهم الآخر بعرقلة القوانين وخلق التأزيم، ما ادى في النهاية الى الانحراف في الممارسة البرلمانية حتى بلغت مرحلة مؤسفة كنا نتمنى الا نصل اليها فلمصلحة من كل هذا؟ فنحن مازلنا نمر بأزمات كثيرة أولها الأزمة الاقتصادية الخانقة والتدني في اسعار النفط وتعطيل المشاريع التنموية وازمة سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) ناهيك عن المشاكل الأخرى التي تسرق النوم من عيون الكثيرين، ومنها المشاكل الأمنية والصحية والتعليمية والإسكانية، اعتقد انه لا يمكننا حل كل تلك المشاكل والأزمات الا من خلال تضافر الجهود بأن نحرص فيما هو قادم على اختيار نواب يمثلوننا بالمجلس، قلوبهم علينا وعيونهم على مشاكلنا وان يكون هناك تعاون وتفاهم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وان يكون هذا التعاون حقيقيا ليصب في النهاية لمصلحة هذا الوطن الغالي.
ماذا استفدنا من حكومة ذاهبة وحكومة قادمة؟ انتخابات للمجلس واستقالة للحكومة تكرار مثل هذا الأمر يثير الريبة والشك لكنني متأكدة ان ولاء الكويتيين لله عز وجل اولا ثم للوطن وللأمير.
ادعو الله وهو على كل شيء قدير أن يكون المجلس المقبل على مستوى الطموح وأن تشكل الحكومة المقبلة على خير وان تكون حكومة قوية تعالج مسببات مشاكلنا والأزمات المتتالية فقد تعبنا من توالي الأزمات لأن البلد متخم بمشاكل عدة والشعب ينتظر الحل ومعالجة همومه وتبني قضاياه.. الكويت امانة في أعناقنا تستحق ان نضحي من أجلها بكل شيء وبأي شيء لأن وضعنا مذر وللأسف مازلنا نتجه نحو المزيد من الأزمات والإشكاليات بسبب عدم نضوج الديموقراطية الكويتية التي انتهكت وبتنا في المؤخرة بعد ان كنا في المقدمة.