أمينة العلي
لماذا فقدنا عنصر الاستقرار وكثرت المشاكل وأصبح كل شيء غير طبيعي وغير منطقي؟ اكيد هناك من يقف خلف زرع المشاكل وتضخيمها وتفعيلها، من هو المستفيد من كل ما يحصل؟ بكل تأكيد نحن في حاجة ماسة لنوع من الاستقرار على الأقل لالتقاط الانفاس، حتى هذه اللحظة لم اعرف الاسباب الرئيسية لاستقالة حكومة وراء أخرى وضجة التشكيل الحكومي الجديد، فاذا كانت الاسباب التي دعت لرحيل هذه الحكومات عدم انسجامها أو وجود خلل في ادائها فمنذ متى ونحن نتمتع بحكومة منسجمة انسجاما تاما؟! واذا كان من اسباب استقالة حكومة وراء حكومة هو تهديد اعضاء مجلس الامة الدائم بالاستجوابات، فنحن ولله الحمد نتمتع بهذه الخاصية منذ عهود بعيدة وبمناسبة ودون مناسبة هناك تهديد وذلك حسب مقتضيات الحاجة.
عاشت الحياة البرلمانية الكويتية في الأيام الماضية حالة من الصراع وبرزت عيوبها بصورة واضحة للمواطنين، اقول هذا بعدما قرأت وسمعت الكثير عن مبررات هذا الرحيل الذي اصبح بصمة لكل حكومة جديدة، وانا أقولها وواثقة من كلامي ان اي تشكيل حكومي جديد سيعد له الاستجواب منذ الآن وقبل تشكيل الحكومة الجديدة، العقل يقول ان افتعال الازمات قبل ان تقع أو حتى لو وقعت وكثرة التشكيلات الحكومية لن يدفعنا نحو الامام بل ستتعرقل خطواتنا ومسيراتنا ويوقفها وستبقى برامجنا وخططنا في الأدراج ولن ترى النور وستظل رهينة الخوف والتردد وعدم الانسجام.
المنطق والواجب يحتمان علينا ان ندفع باتجاه تفهم وجهات نظر بعضنا البعض فمهما اختلفنا لابد لنا ان نعمل من اجل توثيق الروابط والتماسك فيما بيننا حتى لو كانت افكارنا متباعدة ومتصادمة احيانا، لنفكر بقليل من الهدوء ولنحاول جميعا ان نبحث عن العلة التي تثبت وتنشط وتشجع وتبارك اثارة الفتن وتزعزع الاستقرار في الدولة، ولابد لنا ان نلتمس معالم العلة والتي لا تنسجم معالمها الا بوجود واستمرار الصراع في هذا المجتمع المسالم، ونفكر بصوت عال لان امام الحكومة الجديدة اجندة مكثفة مليئة بالعمل تتطلب جهدا مضاعفا في ايجاد حلول سريعة لمشكلات كثيرة نأمل ان تتمكن الحكومة الجديدة من حل جزء منها قبل رحيلها، ومنها مشاكل الكهرباء والماء ومراقبة ارتفاع الاسعار وحل مشكلة البدون وحل مشكلة التعليم والاختلاط في المدارس الخاصة والجامعات وحل المشاكل الاجتماعية كالقروض والاسكان والعلاج بالخارج والمشكلة الاقتصادية والبورصة وما يستجد من مشاكل.
علينا ان نتعلم من الماضي ولنفتح صفحة جديدة حتى نحسن الاختيار لاننا شبعنا كلاما وشعارات مزيفة حتى وصلنا الى مرحلة التخمة لان كل مرشح ما احلاه، يتكلم عن العدل والمساواة وعن المعاقين والمسنين وعن البدون وعن القروض والمعسرين وقضايا التعليم والصحة والاسكان وعندما نسمع خطاباتهم الحلوة نستبشر خيرا ونهنئ انفسنا بهم ولكن بعد ذلك نصدم عندما لا نشاهد انجازا يذكر لان اغلبهم لا توجد عندهم النظرة المستقبلية وليس في استطاعتهم ان يحملوا هموم ومشاكل الناس، لذلك ونحن على ابواب انتخابات جديدة ارجو من كل مواطن ان يكون امينا مع نفسه ويفكر بصوت عال ويقنع نفسه بأن الاختيار الصحيح هو المستقبل وان الشخص الذي خذلك مرة سيخذلك مرات ولنفهم ان الوطن الذي نعيش به لا يحتاج منا الى هذا الصراع.