انا كمواطنة اعلق آمالا كبيرة على المجلس والحكومة في تقديم خدمة سياسية تعبر عن متطلبات المجتمع وحاجته الى واقع سياسي اكثر مصداقية من واقعنا الحالي ويكون اكثر تطورا وديموقراطية ويتحلى بإعادة المصدقية والتصدي لمخططات تضعف الوطن والتفاعل بايجابية مع قضايا اكثر ايجابية ومصدقية وان يتفاعل المجلس مع قضايا الجماهير وضرورة ان يقدموا رسالة تنويرية ومواجهة المدعين في شتى المجالات وان تكون دعوتهم هادفة ودافعة لإعلاء قيم المجتمع الهادفة في مواجهة دعاوى التدمير وتبني الحملات الشعبية القادرة على وقف اهدار ثروات الوطن وتحقيق الوفاق الوطني والسعي الجاد لكسب الشارع الكويتي وقيادة الرأي بصورة تحقق طموحات المواطنين والتفاعل مع قضايا الشعب بشكل اكثر ايجابية والتزام النقد البناء وليس الصدام وعدم الاكتفاء بطرح المشكلات بل وتقديم الحلول لها.
وصراحة نحن في الكويت مشكلتنا اننا نبحث عن المشكلات فقط وهو كما قرأت في كتب علم الاجتماع ما يسميه علماء الاجتماع بـ «فوضى الهدم» وانا اؤكد انه في امكان المجلس والحكومة ان يقدما الحلول لأي مشكلة مع الاشادة بالايجابيات وعدم الاكتفاء بكشف قضايا الفساد والمشكلات وحدها خاصة ان الشعب الكويتي مصاب بالاكتئاب بسبب كثرة الحديث عن الفساد والجرائم وتجاهل تقديم اي نماذج ايجابية. اننا في اشد الحاجة الى رؤية جديدة حقيقية تضمن ابتكار الحلول للمشكلات ونرى ان من يهاجم الحكومة لمجرد الهجوم دون تقديم اي حلول ايجابية، يهدم حتى ولو كانت الحكومة مخطئة.
اتمنى ان تكون رسالة المجلس في خطته القادمة ألا يضخم اي مشكلة يمكن ان تحدث في اي مجتمع من المجتمعات النامية وألا يلجأ الى التهويل لمجرد انها معارضة فتصبح معارضة للمعارضة فقط وان يلجأ لطرح حلول معقولة من خلالها تناقش قضايا، شرط ان تكون الحلول واقعية وليست لمجرد بعثرة الجهود في الهواء.
وان تكون رسالة المجلس اكثر واقعية وليس للسعي وراء سلبيات بحيث تكون السلبيات هي البطل والايجابيات مهمشة وتصحيح السلبيات وايجاد حلول لها لإبعادنا عن الاكتئاب والبلبلة وسوء الظن وتبني الايجابيات وبعث روح التفاؤل فينا من جديد.
تذكرت ان هناك تيارات عديدة في المجتمع الواحد تستغل الديموقراطية والحرية وسماحة ما ننادي به من رسم صورة سوداوية للحياة تجعل من المستحيل على الشباب ان يحلموا بصدق وان يأملوا عن يقين وان يراهنوا على ان الغد سيكون افضل من اليوم، انني اهيب بكل من ينتمي لهذا الوطن ان يراعي الله وان يراجع ضميره في كل فعل يقوم به، ونجد بعضنا يريدون تغيير المجتمع كله، افكاره ومشاعره وتقاليده واخلاقه، وايضا انظمته اقتصادية كانت او سياسية او اجتماعية في يوم وليلة وبأساليب هي اقرب الى الوهم والخيال منها الى الحقيقة، والواقع انهم لم يضعوا في حسابهم سنن الله في الكون والحياة بضرورة التدرج حتى نصل الى ما نريد ولا ننهك اقتصادنا اكثر ونتمزق اجتماعيا ونحتقن سياسيا اكثر من اللازم. فهل من مجيب؟
[email protected]