في غضون أيام معدودة ينتهي عام حافل بالإنجازات والإحباطات ويطل علينا عام 2018، نأمل من رب العالمين أن تكون إيجابياته أكثر من سلبياته على جميع الأصعدة المحلية والعربية والدولية.
في العام 2017 واصلت الكويت رحلة العطاء والبناء في بعض المجالات ولكن أهم حدث ما تخلل هذه الرحلة من نجاحات على الساحة السياسية عربيا ودوليا وان كنت أتمنى لو أن ما حققته سياسيا وعربيا ودوليا قد انسحب على أوضاعنا السياسية المحلية التي ما زالت في العناية المركزة، وكذلك كنت أتمنى لو أن أوضاعنا الاقتصادية كانت أفضل مما هي عليه الآن.. وذلك نتيجة للأعباء المالية الضخمة التي تحملتها الدولة لكثير من المشاريع الفاشلة، بالإضافة الى القروض الضخمة التي تحملتها الدولة لمساعدة بعض الدول الأخرى.
إذا ألقيت نظرة سريعة على مسيرتنا الديموقراطية خلال عام 2017 فسنشهد أن اللجنة البرلمانية كثيرا ما تجاوزت الحدود واقترب اللاعبون فيها من الخطوط الحمراء بعد أن مرت علينا الكثير من المشكلات وزادت الهموم على كاهل البسطاء من المواطنين، بالإضافة الى الموضوعات الهامشية والخلافات المتكررة بين أعضاء السلطتين، مما أدى الى وقف عجلة التنمية وزاد من تأخرنا فلم نستطع مواجهة موجة الغلاء العالمي ولم نستطع السير مع موجة التقدم والتطور التي ركبها البعض من حولنا، وبعد الكثير من صبر والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تدخل سموه بمشرط الجراح الماهر ولسان المفكر الحكيم محاولة منه لإعادة الأمور الى نصابها الصحيح، تعلمنا من سموه أن التفاؤل والحوار والتعاون هي قواعد مهمة لانطلاقة ناجحة نحو مستقبل مشرق.
أما التشاؤم والتعصب فيزيد ويبعد النفوس من متعة الحوار ولا يتناسب مع خصوصية مجتمعنا وظروفنا وهي في الأساس ليست عادات كويتية.
هل أنا أحلم حقا؟! وهل سيتحقق الحلم قبل أن تضيع البلاد والعباد؟! فما أراه على الساحة السياسية يؤكد أن بعض الزاحفين على بطونهم في دهاليز السياسة غارقون حتى الآذان في التسول السياسي حتى ان بعضهم أصبحوا خبراء في فن التسول والاستجداء بعد أن أهدروا الكرامة.
يبدو للبعض ان حلاوة الكرسي الوزاري ستعمي عيون بعض نواب الأمة وتجعلهم يحرصون على تقديم شو إعلامي يدغدغ عواطف وشعور شريحة من الشعب ويجعلهم يقبلون بأي كرسي حتى وان لم تكن لديه أرجل.
المهمة المقبلة للحكومة للعام 2018 صعبة وعملها يتطلب الغاء نبرة التردد التي كانت قرينة للحكومات السابقة.. الثقة هي المدخل الحقيقي لاستعادة الصدارة والتعامل مع مجلس الأمة بكل أطيافه، لا بد أن تكون الحكومة القديمة الجديدة واثقة بالعمل وقادرة على إنجاز السبق الذي طالما سمعنا عنه وهو إعادة ترميم الكويت وجعلها مركزا ماليا واقتصاديا لأننا انتظرنا طويلا من أجل تحقيق هذا الهدف وقبل كل ذلك مساعدة المواطن المسكين على مواجهة صعوبة الحياة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية والانفلات الأمني والهدر في المال العام.. ووضع خطة أمنية مشتركة مع دول الخليج والدول العربية للقضاء على الإرهاب بجميع أطيافه، وآمل ايضا الانتهاء من تنفيذ المنظومة الجمركية الخاصة بالمناطق الحرة والموانئ البحرية والجوية والبرية.
وآمل أيضا في تقديم مشروع سياحي خليجي لجميع دول المنطقة وايضا العمل على تنفيذ مشروع السكك الحديدية بين دول منطقة الخليج.. وأتمنى أيضا أن تعمل الحكومة على توحيد بعض القوانين والقرارات واللوائح الخاصة بالاقتصاد الحر، وتوحيد نظام التعليم والمناهج الدراسية لدول الخليج.
القضايا والهموم والأمنيات أيضا كثيرة، لدينا الكثير من القوانين لم تر النور والتطبيق الفعلي والعملي على الواقع اليومي.
الآمال والأحلام عندي كثيرة إلا أنني أتطلع بكثير من الأمل إلى حل بنزع فتيل «قضية البدون»، ولكنني في إطار من الواقعية أتمنى أن يسود السلام العادل والدائم منطقة الشرق الأوسط وأن يشهد هذا العام حلولا عادلة للأزمات المتفجرة في بلادي، وأخيرا فإنني أتضرع لرب العزة أن يجعل سنة 2018 سنة خير وبركة على هذا الوطن العزيز وعلى هذا الشعب الكريم وعلى والد الجميع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد راعي الإنسانية وكلمة الحق، وسمو ولي عهده الأمين وأن يكون حال الأمة العربية وحالنا في بلادنا أفضل مما نحن عليه الآن.
وأن يحفظ الله شعوب ودول المنطقة من كل مكروه.
[email protected]