على الرغم من التحديات التي يواجهها العالم اليوم وهي مشكلات تعد كالكوابيس التي تؤرق الدول، فإن مشكلات العالم المتقدم غير مشاكلنا في العالم العربي والدول النامية، فقد قرأت تقريرا أصدره المجلس الأميركي بجامعة الأمم المتحدة ألقى بشعاع من الضوء على الصورة المظلمة، حيث ذكر التقرير ان العالم ينتظره مستقبل أكثر تفاؤلا بعدما انخفض عدد الصراعات المسلحة وزاد متوسط عمر الإنسان وتقلصت نسبة الأمية، وقال التقرير على الرغم من الحروب الدامية في كثير من بقاع العالم فإن الغالبية العظمى من سكان العالم يعيشون في سلام بعدما انخفض عدد الصراعات المسلحة في كثير من بقاع العالم وان نسبة الإصابة بالأمراض المعدية تقريبا استقرت عند مستوى معين ومن المتوقع ان تبدأ النسبة في الانخفاض خلال السنوات المقبلة، ومن النقاط المضيئة التي أوردها التقرير زيادة معدل الأعمار لدى الناس وانخفاض معدل وفيات الأطفال وارتفاع الناتج القومي للكثير من الدول وزيادة عدد مستخدمي شبكة الإنترنت.
وفي المقابل ومن المظاهر السلبية التي أوردها التقرير زيادة حجم الفساد وانخفاض نسبة الذين يدلون بأصواتهم في الانتخابات بالعديد من الدول.
وأنا أقرأ هذا التقرير سألت نفسي: هل مازلنا في عصر التعصب الديني والسياسي والعنصري؟ ورغم ما يحمل هذا التقرير من إيجابيات وسلبيات سألت نفسي بعدما استمعت الى مناقشة عبر المذياع (من محطة ناطقة باللغة العربية) وانا اقود سيارتي في طريقي لمقر عملي استمعت الى مناقشة أعجبتني رغم انني لا أعرف أسماء المتناقشين والحوار هو الذي شغلني حيث قالوا فيه اننا نرشح أنفسنا لندخل المجلس وفي ذهننا ان نكسب ونستحوذ على أكبر كم من الأصوات، وقال الآخر: لعبة البرلمان كلعبة كرة القدم هي ان نلعب وفي ذهننا ان نكسب دائما، فهذا خطأ فاللعبة هي إما نكسب أو نخسر وان نحاول دائما، وقالوا قبل اللعبة لضمان الوصول لاعتلاء كرسي البرلمان يجب الاستعداد وان اللاعب او الذي سيعتلي كرسي البرلمان يجب ان يتدرب على أصول اللعبة وان يكون في صحة نفسية والا ييئس حتى يصل الى مبتغاه.
وعندما يصل كما يقولون (يصير خير) لكل عقدة حلال، أعجبتني حرية التعبير وحرية الكلام والصراحة التي فقدها الكثير عندنا ويفرضون علينا كمواطنين ان نرضى بالسكين التي تجز رقابنا ويجب ان نرى في هذا النصل طريق الخلاص كما ان علينا القبول بكل ما يخرج الينا من خلايا التوتر وذلك لا لشيء إلا لأن هذا التوتر تتوهم في لحظة ما انه اصبح الوصي علينا رغم اننا نحيا كمواطنين في دولة يسود فيها النظام الديموقراطي ورغم ذلك هناك سؤال يطرح نفسه، لماذا فقدنا عنصر الاستقرار، فكل شيء أصبح غير طبيعي وغير منطقي فأصبحنا ندافع فقط عن كل شيء بدلا من ان نساهم في اي شيء وكأن هناك من يقف خلف زرع المشاكل وتضخيمها وتفعيلها بعناية وبدقة، السؤال هو: من المستفيد من كل ما يحصل؟
الجميع محتاجون لنوع من الاستقرار على الأقل لالتقاط الأنفاس لنفكر بقليل من الهدوء ولنحاول جميعا ان نبحث عن العلة التي تبث وتنشط وتشجع وتبارك إثارة الفتن وزعزعة الاستقرار في الدولة لنلتمس معالم العلة التي لا تنسجم مصالحها إلا بوجود واستمرار الصراع في هذا المجتمع المسالم، لأننا وصلنا الى حالة أشبه ما تكون بفقدان الإحساس بالوزن فلم يسبق ان تعرضنا اطلاقا لهزات متوالية بهذا الحجم وهذا العنف فإلى أين نحن سائرون والى أي اتجاه يدفع بالبلد؟
[email protected]