ما أحوجنا الى قلم يخوض بشجاعة في مشكلاتنا الاجتماعية ويضع الحلول لها بدلا من اثارة المشاعر بالنقد الهدام.
ما أحوجنا الى قلم متخصص في نقد الذات بدلا من التعرض لنقد الآخرين.
ما أحوجنا إلى صدق الأحاسيس وصدق الكلمة قبل الجري وراء الكسب المادي أو الأدبي الرخيص. ما أحوجنا إلى قلم جريء يكتب عن المرأة التي شغلت جميع الوظائف وزاولت المهن الصعبة وتخرجت من جامعات مختلفة، أليس هذا يكفي لكي يقتنع المتشددون بأن دور المرأة بالبرلمان ليس له علاقة بالأفكار التي تدور في رؤوسهم؟!
ما أحوجنا إلى عقلية متفتحة تؤيد الاختلاط بالجامعة وتسأل الذين يرفضون هذا المبدأ هل يريدون انشاء جامعة خاصة للنساء؟ وهل في مقدرة الدولة ان تنشئ هذه الجامعة وتوفر الأساتذة من الجنس الناعم لها!
ما أحوجنا الى أناس يستجوبون المسؤولين من أجل اظهار حقيقة خافية وليس من أجل طار بايت، أو دوافع حزبية وشخصية.
ما أحوجنا الى من يتخذ القرارات ويرسم السياسات ولا يتعامل مع القياديين في وزارته على حسب انتماءاتهم الفكرية والحزبية، بل يتعامل معهم على كونهم مواطنين كويتيين فيهم المجيد والمخطئ.
ما أحوجنا الى من يضع النقاط على حروف تقييم الذات الكويتية ويرسم الخطى السنوية لمسيرة بدأت منذ نشأة الكويت.
ما احوجنا الى من يذكرنا كي لا ننسى ذكرى الأولين من الكويتيين ونستعيد صور عاداتهم وأعرافهم التي ورثناها عنهم فصارت خصوصية كويتية متوارثة.
ما احوجنا بأن نذكر انفسنا بأن عاداتنا وتقاليدنا في اصولها مبنية على تعاليم الدين الحنيف فحافظ اسلافنا على هذا الخلق فكان شهر الصوم صورة حية لما عاشه الكويتيون الأوائل من فيض العطاء والسماحة التي لم نعد نراها اليوم بيننا الا قليلا او بعضها. ما احوجنا الى ان يعرف كل مواطن ما له من حقوق وما عليه من واجبات ويفهم معنى الحرية بطريقتها الصحيحة وليس بمعنى آخر كأننا نتباهى بالحرية تحت سقف ديموقراطية الوطن بالتناحر والتباغض!
ما احوجنا ان ندعو بعضنا من اجل العمل الجاد لانجاح ان تكون الكويت مركزا تجاريا وماليا نفتخر به امام العالم كله، وان نعمل من اجل نضوج الوعي الاقتصادي ومن اجل تحقيق هذا النجاح لابد من تعاون كل ابناء الوطن الذين تربطهم وحدة العقيدة واللغة والتاريخ والدم ولو نجح هذا التعاون فاننا سنتمكن من التصدي لوسائل الاعلام الغريبة والتي تستخدمها القوى العظمى للتأثير على عقل الانسان العربي وتخريبه وتحطيم معنوياته.
لو نجحنا في ذلك فهذا يعني اننا مقبلون على عصر مميز يزخر بكل ما هو جديد في عالم الفكر والفن والعلم لأن نهر العطاء مازال يتدفق وتنفجر فيه ينابيع المعرفة والحكمة من خلال ابداعات رواد النهضة الفكرية ومازلنا نتشبث بنور المعرفة ومازلنا نحلم بالمزيد من لآلئ الابداع الفكري والأدبي والعلمي تترسخ في وجدان أهالي وابناء وطننا.
ما احوجنا للوقوف صفا لنكون يدا واحدة ونقدم كل اشكال الدعم ونبذل الجهود في سبيل نزع فتيل الفتنة والطائفية لتصبح الكويت بلد الأمن والأمان.
[email protected]