في كل لقاء يجمع بين العرب، سواء كانوا قادة أو وزراء أو أهل علم وثقافة وغيرها، لإبداء روح التعاون والأخوة والفائدة، لابد أن يستعرض البعض منهم قضية السلم، ونبذ الخلافات، وفتح باب الحوار الودي بين العرب، لتتحقق عملية السلام في الشرق الأوسط، وتتقارب القلوب وتصفو النوايا، وتحل المشاكل بطريقة هادئة بعيدة عن التوتر والتصريحات غير المرغوب فيها أمام الإعلام العربي والعالمي.
برأيي أن ما يطالب به، من قبل كل عربي سواء كان مواطنا عاديا، أو سياسيا مخضرما، هو حل المشكلات بين الدول، والتي تؤثر تأثيرا كبيرا على التقارب بين الشعوب العربية، مطلب ضروري جدا وملح للغاية، ولكن للأسف لا تسعى له الغالبية بجدية، ممن ينادون به في كل محفل ومجمع عربي أخوي.
ولم يعد الحديث عن هذا الموضوع يستوقف أحدا من المستمعين أو المشاهدين أو حتى ممن يقرأ الصحف ويتابعها، من خلال المانشيتات العريضة على الصفحات الأولى، لأنها أصبحت مكررة ومملة ولا تتغير حروفها ولا طريقة سردها.
فلا يخفى على أحد أن الشعوب العربية التي تتأثر كثيرا بالأحداث السياسية الداخلية والخارجية، والمشاكل التي لم تنته في الوطن العربي، وتبادل الاتهامات وتزييف الحقائق، وما يترتب عليها، من زرع الشقاق والفتنة بين الاخوة والأمة الواحدة، تريد أن تخرج من تلك الدائرة المليئة بالإحباطات والتناقضات الكثيرة، وأن تتغير حياتها للأفضل، وتضع الحمل عن أكتافها، لتسير بأمان نحو الارتقاء بأوطانها، وتزيل العقبات المختلفة من عدم تقبل الغير، وكره الآخرين، والتقليل من شأن البعض، ورمي الأخطاء الفردية والإخفاقات الحياتية على الحكومات والشعوب الأخرى.
ما نريده اليوم.. وكل يوم، هو أن تحترم رغبة الإنسان العربي في العيش بسلام ومحبة مع أشقائه في الأوطان العربية والإسلامية، وأن تكون هناك جهات حكومية داخلية في كل بلد عربي، تتولى مهمة إعادة الصفوف وتنقية القلوب، من خلال الإعلام بمختلف أنواعه، وأن يكون الإنسان العربي محط اهتمام من قبل كل المسؤولين لبث روح الثقة بالنفس والتي تكاد تصبح مفقودة، وتسري كالمرض المعدي في هذا الوطن الكبير، وأن تصبح هذه التصريحات الرنانة، ليست فقط كلمات محفوظة، أو أشعارا تكتب في حينها من دون مشاعر، فالمعنى أكبر من ذلك، والهدف أسمى وأعمق لو نظرنا إليه بعين العقل.
[email protected]