في كل اتجاه ينوي الإنسان اتخاذه، ليبدأ معه النجاح نحو مستقبله، وفي كل رحلة يحدد خط سيرها في حياته، سواء كانت رحلة إلى بلد أو إلى قارة ما، أو اي طريق يحدده لبناء ذاته من جديد، يحتاج إلى خريطة يبني عليها قراراته، وهي ليست خريطة مرسومة أو مكتوبة فقط، بل يشكلها العقل والقلب معا. البعض منا يتجاهل أهميتها رغم أنها النقطة الأولى التي يجب الانطلاق منها، ليتحقق الرضا الذاتي في أعماقنا.
وهناك خريطة مهمة للغاية، يجب أن ننظر إليها بعين المبصر، وهي التي تحدد فيها كيفية التصرف مع الآخرين، ومعرفة طبائعهم واتجاهاتهم وردود أفعالهم المختلفة، حتى يكون تعاملنا الصحيح على هذا النحو، وأكبر مثال أن تعامل المرأة كالرجل في بعض الأمور الحياتية، لأن هناك اختلافا واضحا بينهما، في البنية وفي استخدام الجانب العاطفي للأمور. وحتى يعرف الرجل أو المرأة طبيعة الآخر، عليه ان يطلع على خريطة المخ لكلا الطرفين، ليسهل من خلالها التعامل مع الجنس الآخر، خاصة في بناء الأسرة وتربية الأبناء، وهــــــذا ما أريد أن أشير إليه بعد هذه المقدمة، فبعض الزوجات- وأقول الزوجــــــات لأنهن أول المسؤولات عن حفظ بيوتهن- يجهلن خريطة الزوج العقلية والبدنية، فهي تريده أن يفهمها ويعاملها بطريقتها هي، وكأنها لا ترى بعينها المجردة أن (الذكر ليس كالأنثى)، بسبب جهل منها، أو بسبب الإعلام الذي أعطى المساواة للجنسين مساحة أكبر من حجمها، لدرجة ظلم المرأة وانتقاص حقها!
باختصار، المرأة التي تريد أن تجعل زوجها كالكتاب المفتوح أمامها، وهذا ينطبق أيضا على الرجل، يجب عليها أن تقرأه بعين ذكية، فمجرد أن يكون الكتاب مفتوحا دون قراءة، لن يغير هذا من الواقع شيئا، وسوف يكون الحديث عن ذلك الأمر لا يسمن ولا يغني من جوع، والقراءة لمجرد القراءة لن تنفع إلا إذا بدأ الزوج أو الزوجة البحث من نقطة البداية، وعرفا أن الخريطة بينهما مختلفة شكليا ومعنويا، وأنه لن يتحقق التوازن النفسي والعاطفي إلا إذا فهم كل واحد منهما ماذا يعني ذلك.
الحديث عن هذا الأمر أكبر من أن أكتبه في سطور، وأشرحه في مساحة بسيطة، ولكن ليتذكر كل واحد منا أن الطريق إلى النجاح، وكل نجاح، يبدأ من قراءة «الخريطة» بذكاء.
[email protected]