تعرض سينما بوليوود كثيرا من الأفلام الهندية، التي تدعو إلى التسامح ونبذ الطائفية، خاصة مع جارتها باكستان، وأغلب الأفكار التي تدور حول هذا الموضوع، تندرج تحت علاقة حب تربط بين شاب وفتاة من هاتين الدولتين الجارتين، وعلى الرغم من القضايا والمشــــاكل المخـــتلفة والـــنزاعات على الحدود، التي لم تنته حتى الآن بين هذين الطرفين، إلا أن هناك محاولة لإيجاد مخرج عبر طرق أخرى، كإنتاج أفلام عاطفية تجمع بين مشاعر الحب بين الشعبين والسياسة الظالمة، والتي لم يتضرر منها سوى عامة الشعب، وتعاني بسببها كثير من الأسر، ما بين الفقر والتشرد، والحياة الصعبة التي تفتقر إلى أبسط الحقوق، من صحة وتعليم وأمن وغيرها.
وعندما تتدارك العقول الحية هذه المعضلة، وتتحرك من أجل تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، والتي مر عليها زمن طويل، ولم يجن أحد منها سوى خسارة الأرواح والأموال والعلاقات الأخوية بين الطرفين، ستجد كثيرا من الأصداء الطيبة والقبول من الناس، لأن غاية كل الشعوب هي العيش في سلام وطمأنينة، وأن ما تصنعه السياسات وتدمره، يمكن بناؤه عبر الشعوب التي تدرك أن الخاسر في كل قضية سياسية هو الشعب نفسه.
حقيقة أثمن ما تقدمه «بوليوود» عبر أفلامها المنوعة، من أفكار وتقنية عالية، لإعادة صورة العلاقات الأخوية بين الشعبين، وهذا ما يدل على أن المطلب الحقيقي لهما هو العيش بسلام، وتقبل كل واحد منهما للآخر.
وكم أتمنى أن تحذو «هوليوود» حذوها، في تصحيح الأفكار التي طالما رسختها في عقول الكثير من متابعيها في العالم اجمع، عن الإنسان العربي الذي لا يهمه سوى جمع المال والنساء، ويعيش بعيدا عن التكنولوجيا في خيام في عمق البر، ليس من أجل أن يحبنا الغرب أو يتقبلنا، ولكن من أجل المصداقية التي يجب أن تتحلى بها «هوليوود» أمام العالم الذي بدأ يكتشف عبر ذلك «النت» تلك الأكذوبة التي نشرتها وأصلتها في أدمغة مشاهديها لسنوات طويلة، على الأقل من أجل العرب الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية، ويساهمون في بنائها وتطويرها.
[email protected]