منذ زمن ونحن نردد مقولة «الرسوب ليس نهاية العالم» وان الإنسان لا يشعر بقيمة النجاح إلا عندما يعي معنى الفشل، ومنذ أيام ظهرت نتائج طلبة المدارس بعد امتحانات نهاية السنة، لتحدد من هو الناجح، ومن هو الراسب، ومن له الحق في دخول الدور الثاني للمادة أو المواد التي رسب فيها، وهنا في هذا المقال نبارك للناجحين ونتمنى لهم التوفيق دائما، ونشد على أيدي الذين لم يتمكنوا من الحصول على النتيجة التي يرغبون فيها.
ولي كلمة أقولها في هذه المناسبة: ان الرسوب لا يعني الاستسلام للفشل، فهناك الكثير ممن كتب لهم أن يعيدوا سنة دراسية أو أكثر، لأسباب كثيرة ليس لها دخل في مستوى ذكاء الطالب، فقد تكون هناك أسباب نفسية أو اجتماعية أو صحية وراء ذلك، إضافة الى ذلك طبيعة الدراسة في الوطن العربي، حيث تتبع أسلوب التلقين والحفظ، وليس التعليم والفهم، والنجاح في الاختبارات يعتمد على مقدرة الطالب على حفظ الدروس وما يتلقاه من معلومات، وهناك طلاب نسبة الحفظ عندهم ضعيفة، وحتى يتم توصيل المعلومة لعقولهم، لابد من طريقة التحليل والاستنباط للفهم، وهذا ما عرفناه سابقا عن العلماء والمفكرين الذين كانوا يعانون من الفشل في الدراسة، ولكنهم خرجوا بما هو أفضل مما كانوا يتلقونه، وكانوا هم من أحدثوا التغيير في العالم كله.
وأنا من خلال كتابتي هذه، لا أشجع على الرسوب، ولكنني أيضا لا أثبطّ من عزيمة الذين خذلوا من نتائجهم، لأن بين النجاح والرسوب خطوة واحدة فقط، هي «الإصرار»، فعندما يضع الإنسان هدفا بين عينيه، ويصر على تخطي العقبة، فإن الله سيعينه وسيبدل عسره إلى اليسر، وعلى كل أسرة فوجئت بنتيجة ابنها أو ابنتها في المدرسة، أن تهون الأمر عليه، وتعزز فيه الثقة، وتتبع معه أسلوب الترهيب من نتيجة الفشل الدراسي والذي يحدد معه مستقبله المهني والأسري، وأيضا أسلوب الترغيب في النجاح وإثبات الذات، وترك أسلوب الضرب والعقاب القاسي، والتقليل من شأنه، والسخرية من ذكائه، والاستهزاء من نتيجته، فكل أسرة مسؤولة عن بناء كل فرد فيها، وهو أولا وأخيرا جزء مهم وعزيز عليها.
والفشل والرسوب في المدرسة أو في أي مجال من مجالات الحياة أمر وارد، والواقع يقول: ليس كل طلبة العالم ناجحين وليسوا جميعا راسبين.. والحياة أيها الكرماء.. كلها مدرسة ونحن فيها متعلمون.
رسالة أوجهها لكل طالب راسب: ارفع يدك وقل.. لست أول الراسبين ولا آخرهم، ورسوبي لا يعني فشلي في الحياة، لكنني أعد نفسي قبل أن أعدكم بأنني سأعيد بناء ذاتي، وسيكون بإذن الله تعالى النجاح حليفي. «وغدا.. سيكون الأجمل».
[email protected]