أحيانا قبل أن أكتب أي مقال، أقرأ بعض المقالات أو المستجدات على الساحة الكويتية والعالمية، من جريدة أو موقع الكتروني، وأكثر ما يثيرني هو ردود القراء على تلك المقالات خاصة التي تتعرض للهجوم على أشخاص لهم مكانتهم الاجتماعية أو السياسية، أو قوانين خاصة في الدولة، أو حتى على مواقف فردية، ثم أجد طوابير من الردود التي تستهجن هذا المقال أو الكاتب نفسه، أو العكس صحيح تراها تقف مع الكاتب في طرحه ورأيه.
وكنت سابقا أستاء من بعض المقالات التي يجب أن تكون أرقى في طرحها أمام القراء الذين يتابعون المقال بمختلف توجهاتهم وآرائهم، ولكن بات الأمر عندي عاديا بعد أن تعودت على قراءة مثل تلك المقالات، وأحيانا بعض التعليقات عليها التي تخلو من استيعاب فكرة الكاتب أو الأدب في التعليق، لأن الواقع يقول إنه يستحيل أن يتفق الناس كلهم مع رأيك أو فكرك أو دينك، فربما ما يطرحه الكاتب من رأي يخالف جماعة معينة أو توجها له شعبيته، وأحيانا يزيد من جرعة النقد والشتم، حتى يحتل مقاله المرتبة الأولى في القراءة وكذلك الردود غير المهذبة بالتأكيد
الحقيقة التي لاحظها كثير من الناس في الوطن العربي أن الكويت تحتل المركز الأول من بين دول العالم في نسبة النقد و«التطنز»، حتى بين أفرادها وجماعاتها، وذلك رغم أن حجم الكويت الصغير، تتطاحن به كثير من التيارات والتوجهات والتي لا تتقبل الاختلاف في الرأي والفكر، بل تحاول هذه تعلو على تلك، وتتصيد لها في الماء العكر، وهذا ما نراه جليا عبر مقالات كتابها.
وكم تمنيت أن نحول هذه الصفة، إلى النقد البناء في كل أمر من أمور الحياة، من دون تجريح، ليصل الفرد إلى الرسالة الإيجابية منه، فالحياة وفكر الإنسان يتطوران، وعلينا أن نستوعب هذا الكم من الاختلافات الفكرية.
أما «التطنز» الذي أصبح أسلوبا ممتعا لدى بعض الكتاب والقراء، فلن يقدم ولا يؤخر من الموضوع شيئا، بل سيزيد النار اشتعالا، في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن إلى تقبل الناس بعضهم بعضا، والعيش بسلام على هذه السفينة الواحدة.
[email protected]