انفرط عقد عائشة فانفرطت بعدها الشائعات
ابنة صديق.. وزوجة نبي.. يا ويح من شاك حولها المؤامرات
من يعلم بأمرها.. من يعرف سرها.. ضاع وسط الحيرة بكاؤها
أين الدليل أهو الدمع والسهد الطويل؟.. أهو الحزن القابع في القلب العليل؟
لكن الله وحده الذي يعلم صدقها..
خرجت مع النبي في غزوة يوم خرج سهمها.. وحُملت في هودجها.. ولما فرغ نبي المرسلين.. ودنا مع جيشه من المدينة قافلين.. أذن ليلة بالرحيل..
فأرادت أن تقضي شأنها.. جاوزت الجيش في مشيها.. وإذا عقد لها انقطع..
فعادت لتلتمس عقدها.. فأقبل الرهط الذين كانوا يحملون هودجها.. ولم يشعروا بغيابها.. ورحلوا ببعيرها.. وكان آنذاك لم يثقل لحمها لصغر سنها.. فلما وجدت العقد جاءت منازلهم.. ولم تجد أحدا منهم.. وظنت أنهم سيفتقدونها ويرجعون إلى مكانها.. فجلست تنتظر حتى غلب النوم عينيها.. وجاء من وراء الجيش صفوان.. فاسترجع حين رأى سواد إنسان.. وعرفها.. وأناخ راحلته لها.. فلا كلمته ولا كلمها..
وبعدها صار أهل الافك يخوضون في أمرها.. ويشيعون الأحاديث ضدها.. لكن الله الذي يعلم السر، لم يدع قول المفسدين.. وكشف في هذه المحنة أمر المنافقين..
وأنزل في براءتها آيات تقرأ إلى يوم الدين..
صدق الله العظيم.. وظهر الحق أمام الناس أجمعين..
فانقلب الكذب على ابن سلول.. وردت الطاهرة إلى بيت الرسول
فلا فارقته ولا فارقها.. حتى مات عليه السلام، بين سحرها ونحرها
بل زادت في نفسه محبتها.. وعلا بين المسلمين شأنها
يوم أراد أهل الباطل ظلمها.. لما انفرط في ذلك اليوم عقدها.
[email protected]