لست ممن يرى الأمور من نظارة سوداء، بل أحيانا تجد نفسك مضطر لأن تتحدث عن رؤيتك لبعض الأمور كما تراها وبواقعية تامة، فالهروب من المواجهة جهل، ومقابلة الإساءة بالإساءة سلاح الضعيف، ولكن بالحوار العقلاني الجاد والحاد، ممكن أن تضع لكل ما يحدث حولك من شتيمة واستهزاء وتصغير حد يقف عنده، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»، وكل من يقابلنا بتلك الأخلاقيات يجب أن يرد عليه من باب الكف عن الأذى، بلغة القوي ذي الحجة.
وما حدث في البرنامج الصباحي على «ام بي سي»، من إساءة كبيرة ثم اعتذار، يجب أن يجعلنا نفكر جيدا في البرامج الفضائية وغيرها، التي تم فيها سب وشتم الكويت من قبل، من دون إجراء واضح وصارم، وقوبلت تلك الإساءات بالصمت وكأن شيئا لم يكن، وهذا ما جعل شتيمة الكويت في بعض البرامج العربية سهلة للغاية ولا يحسب لها حساب، وهنا لا أدعوا إلى أسلوب البطش لأننا لسنا من أتباع المجرمين ولم نعش ولله الحمد تحت حكم الظالمين، لأن قيادتنا عاشت بيننا كواحدة من الشعب وهذا من فضل الله علينا، ولكنني أدعوا إلى رفع أصواتنا أمام تلك الإساءات بالحق والعدل والإنصاف فنحن يحق لنا ككويتيين أن يعاملنا الإعلام الخارجي باحترام، لأن إعلامنا لم يكن في يوم من الأيام أداة لشحن البغضاء أو إثارة العداوة بين العرب أو المسلمين، كان إعلامنا ولايزال يحترم كل العقول والذوات ولم نجد في يوم برنامجا على تلفزيون الكويت، يسب فيه بلد أو شخصية بارزة من دون وجه حق أو حتى لمجرد عداوة، حتى إن إعلامنا استبدل كلمة الغزو (العراقي) بالغزو (الصدامي) مع العلم أن من عاش تلك الفترة الزمنية من الغزو، يعرف تماما كيف كان الغزو وأن صدام الذي غزا الكويت، صار بطلا وشهيدا عند كثير من العرب.
ومن هذا المنطلق أقول إن «الساكت عن الحق شيطان أخرس» وكذلك من لا يذود عن نفسه ووطنه بأسلوب ذكي ذي حجة قوية ومنطق واضح، لا ليبادل فيه الإساءة بالإساءة، ولكن ليسد باب الفتنة والبغضاء بين النفوس، وليعرف المسيء أن الكويت ليست مجرد اسم على خريطة العالم ولكن نبض يعيش في قلوبنا جميعا، وعليه أن يحترم هذا البلد العربي المسلم بقيادته وشعبه المسالم، وإلا «فالجاي بالطريق».
[email protected]