أنوار عبدالرحمن
الحياة كتاب..
عندما تشعر بأنك في المقدمة.. لن تضرك سرعة المتسابقين في الحلبة وعندما ترى انك بنيت مجدك بيديك لن يهزك المتسلقون فوق الاكتاف، وكل تعب يهون امام كل بلاء.
انت لا غيرك.. من سيخط درب حياته فتسير عليه بطيئا أو سريعا فلا أحد غيرك.. سيضع حجر أساس مستقبلك.
فأنت من سيسعد ومن سيشقى ومن يحمل هموم حاضره وغده، بيدك القلم الذي ستسجل به.. سيرتك الذاتية وانجازاتك واخفاقاتك وطموحاتك ونجاحاتك، وكل ما تحب ان يقال عنك أو تكره ان يصدر منك.
فالسفينة الكبيرة العظيمة قد تغرق من فتحة صغيرة احدثت فوق ظهرها، والقصر العظيم قد يهدم من عامود تتكئ عليه جميع جدرانه وأسقفه، والحياة كتاب، والعبرة في آخر سطر يكتب في صفحاته، فاختر ما تريد.
فأنت من تحدد كيف تكون الخاتمة!
بطاقة شكر
اليوم سأكتب بطاقة شكر، بمشاعر مختلفة، لأناس قذفتهم الأقدار لشواطئنا وتركوا فينا بصمة رائعة، بروعة الألم والأمل!
لهؤلاء الذين، علمونا بجحودهم، أو بوفائهم الحكمة في هذه الحياة.
لنشكر من كانوا السبب وراء الدمعة في مآقينا، لأنهم عرفونا بنعمة السعادة، ومؤازرة الآخرين، وحركوا دافع النصرة فينا.
لنشكر من خذلونا في الحياة، لأنهم نبهونا، بأن نكون اكثر يقظة وحكمة، وان الثقة الاولى والاخيرة هي بالله، وألا نتكل على بشر، قد يضيق علينا حلمه.
لنشكر من سببوا لنا الألم والجراح، لأنهم بذلك اخرجوا اقوى ما فينا، وان طعم الصبر كالدواء المر، ولكنه يشفي من الغدر.
لنشكر من ظلمونا، لانهم ايقظوا في نفوسنا ثورة الضعف والذل، وان حكمة الزمان في عدل الديان، هي كما تدين تدان.
لنشكر من غابوا، ورحلوا عن حياتنا، لأنهم لفتوا انتباهنا الى أن الحياة رحلة قصيرة، لها بداية ونهاية، وأن لقاءنا كان عند احدى المحطات، والسعيد من يترك له في النفوس اثرا طيبا، يحفره في سجل الذكريات، فماذا اعددنا لما هو آت؟!
لنشكر من حولنا من احاطونا بالورد والود، لأن مشاعرهم الطيبة الكريمة دفعتنا لكي نرسل لهم بطاقة شكر تقول:
«معكم لن نشعر بالوحدة في هذا العالم
نعم.. معكم لن نشعر بالوحدة في هذا العالم»