أنوار عبدالرحمن
لا يمكن للجيل الأول ان يلحق بقطار الجيل الجديد لسرعة تقدمه، ولن يعود الجيل الجديد الى ساحة الايام التي ولت، لذلك يكون الحوار بين الآباء والأبناء، في بعض الأحيان، فارغا.
منو هذا اللي مشغل لي أغاني اجنبية بالبيت؟! احنا وين قاعدين؟!
هذا سامي يبا.
سامي شنو هذا؟ وين قاعد انت؟
آسف، آسف كنت مندمج.
مندمج؟! اقول سكر المسجل، انت حتى موعارف شقاعد يقول، اتعلمني فيك؟!
ان شاء الله، ان شاء الله.
وهذا شنو اللي راسمه على ايدك، وشم؟!
لا يبا، هذا اذا غسلته يروح.
وشنو راسم على كتفك، تيس مادري اصخله
يبا يعني، مثل المثل القديم اللي تحبونه (يمشي على زنده التيس)!
اللي يشوف ميوعتك، انت وجيلك هالفاشل، ما توقع يمشي على زندكم التيس، انتو حدكم نملة، وترتعدون من قرصتها!
يبا انتو الأبهات ليش ماخذين فكرة سيئة عنا، احنا ترى نعجبكم.
ورونا شطارتكم عيل، احنا ودنا ونتمنى چذيه، بس اللي نشوفه ما يسر.
شنو اللي ما يعجبكم يبا فينا، احنا اعيالكم مهما كان.
انتو شوفوا نفسكم، اشعوركم اشلون صايرة، ولبسكم الغريب اللي مادري اشلون صاير، عيل من متى الريال يلبس (لو وست)؟!
يعني يبا قصدك البنات ما يخالف، حلال عليهم يلبسون چذيه؟!
يا وليدي، عيب، وربي عيب ومين قالك اهو حلال عالبنات؟! لكن اقصد انتو رياييل وهاللبس مو لبس الرجولة، احنا مرينا بمرحلتكم بس عمرنا مالبسنا هالأشياء هذي الغريبة، ودي اشوف الدشداشة بدال هالجنزات المشققة والنازلة، والغترة والعقال على روسكم، بدال هالقصات هاللي كل مالها وتصير چنها وايرات!
يبا نسيت الشارلستون، والآفرو، والصدر المفتوح أيامكم؟
إحم! هذي صچ كانت موضة، بس بداخلنا رياييل، ونتحمل مسؤولية.
حتى احنا، واذا مومصدق، اوريك الحين صوري انا وربعي اللي مو عاجبينك، اشلون احنا نشرف اهلنا ووطنا بكل مكان.
ورني، ورني، ياليت يطلع كلام صچ، وأغير نظرتي فيكم.
يبا، شوف صورتي شايل حديد، تدري چم كيلو هذا؟!
يه، يه، يه، من متى سامي تشيل حديد؟! عمرك ما قلت لي.
انا ما احب اتكلم عن نفسي وايد، عشان ما حد يقول عني مغرور او ما تصدقوني.
يا سلام، خوش صورة، قدها يا وليدي قدها، ريال من ظهر ريال!
وهذا رفيجي بدّور مكرمينه بالذهبية في أميركا بمسابقة الرماية.
من صچك؟! هذا بدّور الدايخ، عنده ذهبية؟!
وبعد ازيدك من الشعر بيت، شوف باسل اللي موعاجبك وكله تتطنز عليه، ماخذ الحزام الاسود في الكراتيه ومحيسن اللي كل ما شفته معاي ارتفع ضغطك، شوفه شايل الكاس في مسابقة الجري بروسيا، وراشد اللي دايما تقول عنه صايع، مكرمينه في مسابقة حفظ القرآن كامل، وطالع الأول على كل المتسابقين.
انا مو مصدق عيني، كل هذا يطلع من ربع هالطايحين، حظ، أثاريهم مو هينين.
اشعبالك يبا، عشان تعرف ان احنا مو شوية بهالبلد، صچ احنا نصيع، بس ما نخلي صلاتنا، وصچ نتبع الموضة، بس مانتخلى عن عاداتنا، وصچ احنا ما عندنا شغل، بس قاعدين انطور نفسنا عشان نرفع اسم بلدنا.
كفو، يا وليدي كفو، الحين آنا ارتحت، أبيكم دايما چذيه، وفعلا اثبتوا ان المثل القديم ينطبق عليكم (يمشي على زندكم التيس).
احم، احم.
شي ما شفتوه
قولّي الحين، تبيني أجحشك بالخيزرانة، والا أنتف هالعقال عليك.
لا يبا، تكفى، لا، ما راح اسويها مرة ثانية.
أنا ينقص علي، اتطلع لي صور من النت، وتحط اصورك انت وربعك عليها تركيب، الحين بوريك التيس اللي بيمشي على زندك، وإلا هالخيزرانة؟!
آآآآآآآه.. الحقيني يما!