أنوار عبدالرحمن
الوطن هو الأم، والأم الحقيقية هي من تربي وليست فقط من تلد، الوطن حضن دافئ يرتمي عليه أبناؤه، ليحظوا بالأمن والحنان، وأرض الكويت أرض أصيلة لا تنكر من ولدت وربت، وها نحن نتطلع هذه الأيام الى حنان الأم وعطفها على أبنائها (البدون) من عاشوا، وضحوا، وانجزوا من أجلها، إنه الوفاء والحب والإحسان.
ولكل مسؤول أمام الله أقول: اتقوا الله في إخواننا هؤلاء، (فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
وتقبلوا مني هذه الكلمات التي كتبتها عن مشاعر إخواننا البدون:
أنا إنسان، أنا إنسان
في خاطري تعبر الأشجان، أطرز فوق عباءتي شعرا، وأصوغ من الحرف هما
أقطع الصمت بلحن شجي يهز الوجدان، يهزني بكاء طفل ينتظر عند بوابة الأمل، لفتة حنان وامرأة ثكلى حملت صرتها، فوق أكتاف الزمان.
ورجل مسن اختبأ بين تجاعيد وجهه، تاريخ ناضل به الشجعان
أهكذا يضيع الحق، والدليل والعنوان
أنا إنسان.. أنا إنسان
لي كلمة كيف أنطقها، الخوف من الزمن القادم يكبلها، ولكنني سأتركها تذوب في داخلي، حتى يواريها النسيان
سافرت فوق جروحي
لأنبت في الصحاري وردة الأمل، لعل الأرض تخضر في يوم وتزهو بالألوان.
أنا إنسان، أنا إنسان
لي جسد يحمل قلبا، ألا يشعر أحد بمأساتي
ألا تملك القلوب مشاعر، تبادلني الهموم والأحزان
فالكويت أمي، نجمة في صدري، وسأموت على ثراها ويلفني ترابها، إن بعد أو طال الزمان
الكويت.. اسمي، وهويتي، لن أتخلى عنها
أرضعتني العطف والحب والحنان
لا تساوموني على عشقها، فهي القصيدة التي صاغها الوجدان
لا تلوموني، إن كافحت من أجل اسمها
والانتماء إلى سمائها وبرها، وبحرها
فهل هناك، في قلبي، أغلى من عشقها
واعذروني، فقد طال انتظاري، وصبري، لكي أثبت لكم انني ابن لها شرعي
فخذوا دمي ولحمي وعظمي.. ستجدون اسمها مطابقا لاسمي
إني ابنها، وهي أمي
لا تقطعوا النسل، ولا تحرموني هذا الحضن.. والأمان
إني انتظر بين أيديكم ما تختمون به سجل الأحزان
فارحمني يا الله، يا رحمن
إن رأسي يبدو كالديمة التي أثقلتها هموم الإنسان
أنا إنسان، أنا إنسان