أنوار عبدالرحمن
هناك من يريد ان يحقق حلما بلا تعب، وحلم لقب «شاعر المليون» من الأحلام التي راودت البعض، ومعنا هنا شخص يحمل أحلاما أكبر منه.
- يبا، يبا الحق، الحق، حاطين قصيدتك في الجريدة.
صج؟!.. هياااا، عطني الجريدة بسرعة.
- هاك يبا.
يه، يه، شوف صورتي يم القصيدة، وايميلي تحت اسمي بعد، يا سلالالام.
- يبا متى دزيتها لهم، ما قلت لنا؟
اسكت لا تذكرني، ما صدقت ينزلونها لي، صار لي شهرين أركض ورى المحرر من الجريدة للديوانية، ويوم قلت له ما راح اشرب اقهوتك اذا ما حطيتها لي، قال ابشر بسعدك.
- عيل كل مرة قوله جذيه.
لا، وبعد راح ادش بخشوم هالمحررين وأخليهم يحطوني بكل المهرجانات الثقافية، وبحيل الله لا كون منافس شديد لشاعر المليون.
- يعني ان شاء الله تطلع بالتلفزيون والناس يشوفونك وتصير مشهور، وناااسة، بقول حق ربعي كلهم عندك.
اشعبالك، انا شوية؟! اليوم بتهل علي الإيميلات من كل صوب.
- يبا بسألك بس لا تهاوشني، صج انت اللي امألفها؟
انا ما راح اهاوشك بس شفت هالعقال اللي على راسي بقطعه على اظهرك.
- ليش يبا انا صج اشوفك تقرا الشعر، بس ما شوفك تكتب.
وانت داش بقلبي عشان تعرف اذا كنت اكتب وإلا لأ؟
- يبا، عاد لا تعصب، اليوم المفروض تفتخر لأن اسمك حاطينه بين الشعراء.
اسمعني الحين عدل، ابيك تحسب لي جم مدرس يدرسك وجم طالب بصفك مع الناظر والوكيل، عشان اشتري لهم الجريدة، ويعرفون ان ابوك شاعر مخضرم.
- يعني شنو يبا، مخضرم؟
يعني، أخضر ومخضر، عرباوي!
- وناسة، عيل بينجحوني، ويغششوني بالامتحانات.
أكيد، بتشوف ان شاء الله اشلون بضبطك، اممم، وبعد لازم اعطي اختك لبنات صفها وابلاتها، والربع بالديوانية، والدوام، خصوصا المدير اللي نافش ريشه علينا، لخليه لما يشوف صورتي يم القصيدة، يطير ريشه بالهوى، من القهر لأني صرت شاعر يشار له بالبنان.
- شنو يعني يبا بنان؟
يعني، مذكر بنانة، موزة!
- عاد تبي الصراحة يبا هذي صورتك وايد حلوة، وامصور بعد بالنظارة الشمسية، صاير حدك شباب.
شنو؟ يعني انت شايفني الحين شايب؟ انا كلمن يشوفني ما يصدق انكم اعيالي، هه!
- صح يبا، حتى بومجبل سمعته يقول لك عني، تزوج وياه بيوم واحد، جان تضحكون، فعرفت انه حسباله اني اخوك.
احم، احم لا تقول هالكلام جدام امك!
- لا يبا من صجك، سرك في بير.
المهم على طاري أمك تذكرت انها بالعمرة، لازم اشتري لها جم نسخة عشان تعطيهم رفيجتها ايمان، ومنيرة وحصة.
- حتى رفيجات امي؟! يبا اشعر فهم بهالسوالف؟!
قايلك ألف مرة لا تسألني أسئلة، توهقني فيها، قصدي تتوهق انت فيها!
- انزين يبا، لا تعصب اليوم المفروض كله مستانس.
انزين امسك الجريدة، وأوقف بعيد عند ذيك الطوفة، خلني اشوف شكلي من بعيد.
- ها يبا، شوفها، اشرايك؟
يا عيني على هالسكبة، صج اني ازقرت، اليوم بيطفح الايميل من الرسايل اللي بتييني، ياااسلالام علي.
شي ما شفتوه:
ألوا الشاعر فيصل يتكلم، من معاي؟
- يااا حرااامي، بايق قصيدتي، وين بتروح مني، وييين؟؟؟
شنووو؟! هذي قصيدتك، حسبالي حق واحد ميت!!