أنوار عبدالرحمن
كثير من الأقلام كتبت عنها ومازالت، وهي الحالمة التي خرجت للدنيا محاطة بالأجواء الوردية.
المرأة، ذلك اللحن المعقد والسهل في نفس الوقت، تنقلب الى شاعرة بالفطرة اذا ما دغدغت مشاعر الحب أوتار قلبها أو كسرت الخيانة أغصان كرامتها، عندما ينمو الحب في قلبها، تراه كالجنين الذي ينبض في أحشائها، لذلك فإنها لا تنسى الآلام التي لازمتها حين يجهض هذا الحب من وجدانها، المرأة إن أردت أن تفهمها فامنحها ودا وأمانا، واستمع الى ما ستفضيه اليك لأنها في هذا الحال لن تكذب عليك ولن تراوغ، فالحب الذي تريده، لا يقبل الانشطار ولا يتفاعل مع الإهمال، أكبر عيوب المرأة انها تعيش حياتها تحلم بذلك الفارس الذي سيأخذها فوق حصانه الأبيض، لينطلق بها نحو أحلامها الرومانسية، لذلك لا تعجب ان اجترت خيبتها وغرقت في همومها حين يتعثر ذلك الحصان ويسقط الفارس، وتنكشف اقنعته المزيفة، المرأة إن أغدقت عليها حبا وعطفا واحتراما، لن تتردد في ان تعيش معك في بيت متهالك الجدران، ولكنها تكره ان تسكن قصرا إن وجدت فيه من ينافسها في امتلاك هذا الحب والوجدان، حين تتربع على عرش فؤادك، تريد ان تكون في عينيك هي الأجمل والأغلى والأبقى، تريد أن تكون القصيدة التي تعشقها ذاكرتك وتنعش أحاسيسك، والاسم الذي تردده شهدا على لسانك، فهي القارورة التي ان كسرتها فلن تستطيع بعدها ان تعيدها الى أصلها، حتى لو لملمت أجزاءها وحاولت اصلاح حطامها، فإن الشروخ تبقى تئن لوعة في أعماق صدرها.
أصعب موقف تمر به المرأة حين تجد نفسها تجاهد وحيدة بضعفها وقلة امكانياتها في سد ثغرات حياتها وحياة اسرتها وهي تنتظر ان يجازى الاحسان بالإحسان، وتؤازر بكلمة شكر ونظرة تقدير، ويد حانية تمسح دموعها المنهمرة عند آخر النهار، فالمرأة كتلة من مشاعر، وأنت وحدك من يستطيع أن يملكها بكلمة، وبالمقابل يقتلها بها، فاختر المفردة التي ستفصح عما سكن في صدرك وأملى عليك بها ضميرك.
في الحقيقة، المرأة لن تشعر بالبرد ولا بالجفاف ولا بشدة العاصفة حين تغفو بين جفنيك، ولن تشعر بالخوف والوحدة حين تسند رأسها على كتفيك لأنها المولودة الصغيرة الكبيرة التي سكنت تحت جناحيك، فافردهما يا من ملكت امرها أو قلبها، فإنها عشقت بفطرتها هذا الظل، وقبلت أن تكون طفلة بين يديك.