أنوار عبدالرحمن
هناك وردة مغروسة وسط خليجنا العربي اسمها الرياض، أرض تحبها قلوبنا وتتجه مشاعرنا إليها بعفوية، تشعر في كل خطوة تخطوها في شوارعها بأنك ابن هذا البلد لا ضيف، واهلها الطيبون الذين يستقبلونك بود لا رياء فيه ولا تملق، يفرشون لك قلوبهم وردا وطيبا، بلا مبالغة، تجد مشاعرك تسترسل في احتواء هذا الحب لتعبر عن حب أكبر وأصدق.
بلا شك، تاريخنا الذي يرتبط مع ارض المملكة العربية السعودية لا يمكن ان نلغيه والجذور التي نشأت منها أغلب الاسر والقبائل الكويتية نفتخر بها ونعتز، انها في هذه الارض التي نسجت قصائد النزوح والاستقرار والشوق لمرابع الاجداد.
اسمح لي أيها القارئ:
يبدو انني اندفعت في صياغة مشاعري قبل أن اكتب لك لماذا اخترت موضوعي اليوم عن بلدي الثاني المملكة العربية السعودية، وبالذات وردة القلب الرياض، لقد اتجهت في اجازة نصف السنة الدراسية الى هناك، ورغم ان الاهل (الخوال) هم من اهل هذا البلد، الا انني مقصرة في التواصل معهم بسبب مشاغل الحياة وتعقيداتها، ولكن هذه المرة عزمت النية وانطلقت تدفعني اشواقي قبل كل شيء، هناك من ينتظرني من غير الاهل على جمرة من النار، من هم في اعتقادك ايها القارئ؟!
انهن بناتي، هكذا اسميهن، ارتبطت معهن برباط عاطفي بسبب تواصلي معهن عبر المنتدى الالكتروني الخاص بهن مع عدد من الفتيات في الخليج العربي، اتفاعل مع همومهن واجيب على استفساراتهن وأعالج مشاكلهن بما لدي من علم متواضع في هذا المجال وخبرة اخذتها من تعاملي اليومي مع الفتيات في سن المراهقة، التي اجد انها من اجمل مراحل العمر في حياة الانسان.
لقد كان لقاؤنا اشبه بالحلم، استقبلوني بالاحضان، واغرورقت الدموع، «معلمتنا جاءت من الكويت، لم نتخيل ذلك حتى في احلامنا أبدا»، جلست معهن ساعتين نتبادل الاحاديث الجميلة، ثم ودعتهن عسى ان يجمعنا ربنا ثانية في لقاء آخر.
هكذا الرياض احتضنتني، عندما انطلقت في شوارعها انقل ناظري نحو هذا العمران الرائع والبناء الجميل، فزرت مكتبة الملك عبدالعزيز رحمه الله المتميزة في اصداراتها واقسامها وكيفية العرض والاستفادة من المعلومات عبر القراءة او التصفح الالكتروني، غير اهتمامها بأدب الطفل وتثقيفه واحتوائه في هذا المكان الكبير الهادئ، ولم انس في رحلتي ان اتجه الى مكان يحبه قلبي، الا وهو القسم النسائي في الصحافة السعودية، والتقيت مع بعض من زميلات المهنة وتناقشنا في بعض المواضيع الخاصة بهذا المجال.
لقد كانت فترة تواجدي هناك لم تتعد الاسبوع الواحد قضيتها بين زيارات خاصة للأهل وزيارة المولات والمجمعات الرائعة الضخمة التي تدل على اهتمام الحكومة السعودية الموقرة ووعيها في الاعمار المتميز المبدع ومسايرة النهضة العالمية ومواكبة العصر، ما اجملك ايتها «الرياض» لولا انك تطلين علينا في خارطة خليجنا على استحياء، ويسحرنا طرفك الاصيل، هكذا عدت احمل في جعبتي ذكريات جميلة بأحاسيس جياشة.
أيها القارئ:
لا تتردد في ان تزور الرياض وتتنقل بين مناطقها، حتما ستنبت بين حناياك ورودها.
يقال: لو شربت من ماء النيل يوما، فلابد انك ستعود اليه مرة اخرى، وانا اقول لو تنفست هواء المملكة العربية السعودية في ساعة عابرة، فستعود اليها ثانية مسرعا، لانك ستكتشف في لحظة ان قلبك قد سرق منك هناك، سلام عليك ايتها الرياض، وعلى اهلك الطيبين، كم من نبض في قلبي يردد: اني.. احبك!