أنوارعبدالرحمن
الحزن.. هو ذلك الشعور القوي المتمرد الذي لا يمكن التنصل منه في أغلب الأحيان، كلما ركنا الى أنفسنا واجتررنا الماضي بأحداثه المؤلمة، والحاضر المنحصر بين فكي «ما فات وما سيأتي»، وترقبنا مستقبلا غيبيا قد خفي عن أعيننا.
حياتنا المتعبة المرهقة بحمل تلك المشاعر وتكدسها في هذا الرأس الذي لم يعد يستوعب أكثر من اللازم من هموم وضغوط.
المأساة تكمن أولا في كيفية تعامل البعض منا مع هذا الإحساس وتركه معتلا دون معالجته فيتراكم مع الزمن، ولا نستغرب إن فاض وطفح على السطح حاملا معه الأمراض المختلفة.
أولا لنسأل أنفسنا ما الذي سنجنيه إن أسرفنا في التفكير السلبي وإعادة أشرطة الأحداث المؤلمة في حياتنا، ما الذي سيعود به علينا الإحساس بالندم وتكرار جملة «يا ليت ما حصل.. لم يكن».. فما مضى لن يعود، ولن يخرج من هذه المعركة النفسية الصعبة خاسرا ومتعبا ويائسا سوانا نحن..!
يقول العلماء ان أول خطوة لعلاج هذه المشاعر هي الابتسامة «ابتسم حتى لو كنت مهموما».. وان تقلع عن التفكير واسترجاع ما مضى من مآس.. وان تعيش كل يوم بيومه، وتجعل فكرك منصبا على إسعاد نفسك، والعمل الإيجابي الذي يعود عليك بمشاعر جميلة، تجدد بها حياتك وتبني بها آخرتك، فالتفاؤل مفتاح كل خطوة نحو النجاح والسعادة لمستقبل مضيء بإذن الله تعالى «تفاءلوا بالخير تجدوه».. وتذكر دائما انك أنت الوحيد لا غيرك، من يعرف كيف تسعد نفسك أو تدمرها!
الحب.. هو تلك الطاقة التي تصنع كبرى المعجزات.. وأعظمها.. وأسرعها
حين يكون مطلقا شاملا يحوي الكون كله بهذا القلب الصغير، الحيوان والبشر.. والنبات والحجر.
انه من يغير التضاريس الأرضية ويعيد رسم خريطتها الجغرافية..
لينشر الأمل والسلام.. والوفاق والوئام.
انه من يخط طريق الحرية، لترقى الأحلام، وتتحقق على أرض الواقع بكل عزيمة ونجاح
انه الإحساس الجميل، الذي يكتب من حرفين، ولكن معناه لا تستوعبه الحروف الأبجدية.
الحب.. ربما يبدأ من غرس زهرة بيد فلاح في أرض صحراوية فتتحول بقدرة الله.. وبالروح المقدامة الى جنة خضراء.
أو ربما يتفتح في وجدان طفل مشرد.. ليسمع العالم بقيثارة مشاعره رسائل المحبطين والمنكوبين.. فتنهض الهمم.. لتنجد المظلوم.. وتسعف المهموم.. بدافع الدين والإنسانية.
انه معزوفة الروح.. والقصائد التي كتبت ولم تكتب حتى الآن.. والكلمات التي أبدعت في وصفه بكل اللغات والإشارات التعبيرية.
انه العين التي تبحر في أعمال الصدق والشفافية..
انه الشعور الوحيد الذي لا يمكن هزمه أو حصره.. أو كتم أنفاسه، لأنه يبدأ دائما من السلم الأعلى.. في الروح البشرية.
الحب حين يربط بين قلبين، يأخذهما على جناحين، بكل سعادة وحرية، الحب حين يتجلى يغير مفاهيم التملك والأنانية في الذات الإنسانية
لأنه السمو والصفاء.. والعدل والضياء.. وغير ذلك لن يكون!
باختصار..
إنه القوة الساحرة التي لا توقفها الحصون!