أنوارعبدالرحمن
سنوات وقلمي يتدفق حبرا على أوراق من خواطري، أدمنت قراءة الشعر والقصة القصيرة، وتدثرت بأجوائهما الأدبية، فخرجت الخاطرة من هذا الدفء.
في هذه الزاوية اعتاد قرائي الأعزاء على قراءة نمط واحد من كتاباتي، رغم بعض محاولاتي في الخروج عما اعتادوا عليه، لذلك اسمحوا لي أن أفسح لهذه المقطوعة التي قيدتها في صدى لحظة صاغتها روحي، أن تحل اليوم زائرة في هذا المكان.
تخيلتني..
وأنا أقفز من شرفة هذا الزمن
أن لي جناحين
استظل بهما على نكهة الحبر..
استعطف منهما الحروف الغائبة..
ليحلقان بي.. إلى أفق قد رحل
منذ زمن..
تخيلت شمسا..
تشرق بين إصبعيّ.. تعيدني
إلى ذاكرة قد ولت.. وأثخنت
بالفراق..
لتحييني.. بين قلوب.. قد ضمت
هذيان مشاعري.. وضحكات
بريئة.. كانت تمازحني
خلف الضباب
تصورت.. لحنا..
من معزوفة
توقظ فيهم.. صوتي
أيا.. ومضة.. خطفت جزءاً من قلبي
أيا.. عشبة.. نبتت بين.. طريقين
أسقيها حنانا..
وتسقيني من الحزن مرتين
أسئلتي.. تحوم فوق جفن حاصرته
إغفاءة..
من يشعل جذوة.. الشعر في طريق
العودة..
ويعيدني فوق هامات الحنين
تمنيت حنجرة.. تنافس البوق
أنادي بها.. من غاب
وعصفورة.. أرسلها.. نحوهم
تجيد العزف.. على أوتاري
تمنيت لو كانت الريح
تحمل مع الورد وجدا ودموعا
وأمواجا.. تطفئ ظمأ السراب
تمنيت.. صباحا
يوقظني بكلمة حانية..
ينهال خلف صوتها العتاب.
ها هي.. الأحرف المبعثرة..
قد لمت شتاتها.. وازدهت
أين.. من ينتظر نداها
عند عتبة الباب؟