أنوارعبدالرحمن
كثير من الكتاب تطرقوا الى الحديث عن صداقاتهم الخاصة ولو بشكل سريع، لذلك قلت في نفسي اليوم: لماذا لا أتحدث عن صديقاتي وأقدم لهن جرعة من رفع المعنويات وأنا أتحدث عنهن بكل سعادة وفخر، صديقتي الأولى ومنذ عشرين سنة، تحديت لو كتبت اسمها هنا صريحا إن كان هناك من سيعرفها، هل تعلمون لماذا؟ لأنه يوجد من اسمها في الكويت الآلاف، زارتني منذ أيام في البيت وقلت لها هذا الكلام فضحكت وقالت لي «عيل كتبي اسم أبوي» قلت لها: يعني طالعة فيها؟!.. حتى لو كتبت اسم أبوچ نفس الشي!.. عموما كما أخبرتكم أنني سأتحدث اليوم عن صديقاتي بكل حرية.
صديقتي الأولى هي «ليلى الكندري» والنعم والثلاثة أنعام، وكم من «الليلات الكندريات» عندنا في الكويت (اللهم كثر وبارك) ولا أدري ما السبب في كثرة هذا الاسم في هذه القبيلة المحترمة الكبيرة، ولو حصرنا عدد «الليلات» كمثال في منطقة الرميثية وحدها لوجدنا عددا لا يستهان به، ولو أضفنا أسم الأب كمثال آخر، أحمد أو عبدالله أو حسين أو محمد، لوجدنا عددا «ما شاء الله في تزايد مستمر» إلا إذا حصرنا هذا الاسم بين كماشتي السن، وهذا ما لا تحب النساء التطرق له!.. يعني كمثال، قلت كمثال وليس حقيقة لو كتبت أن ليلى صديقتي هذه الغالية على قلبي والتي عشت معها أجمل اللحظات والمواقف والذكريات في حياتي، وهي من عرفتني بطعم «المهياوة» حين جلبتها معها أيام الدراسة في الكلية فديتها! ستحتفل بعد سنة ونصف، وتضع أربعين شمعة فوق كيكتها المرسوم عليها «لولو الصغيرة»! هنا ستصبح ليلى التي أكتب عنها أيضا، من ضمن المئات من الليلات اللاتي سيحتفلن معها في هذه المناسبة التي تتهرب النساء من ذكرها ولا مناص!! يعني (هذا كمثال وليس حقيقة.. وكلش ما علمتهم بعمرچ يا ليلي بس.. لا تعصبين!)
أما صديقتي الثانية واسمها «إيمان» فأشعر بقربها حتى لو غابت، ولا ألومها لو انشغلت عن السؤال عني بسبب انغماسها في مسؤوليات البيت والأبناء، يعجبني بها ثقافتها وفكرها وبحثها المستمر عن العلم حتى وهي غارقة حتى أذنيها في العمل، وكم تمنيت لأمثالها أن يصبحن واجهات للنساء في المنطق والحكمة، صديقتي هذه عندها مشكلة واحدة، حين تندمج في الحديث أو تغضب من أمر «تقط بدليات» وتنقلب لهجتها إلى اللهجة الزبيرية!.. وكم مرة نصحتها وقلت لها «ان كنتي زبيرية على العين والراس بس ترى صارت هاللهجة غير متداولة، وحضرتچ اتطلعين كلمات أكل عليها الدهر وشرب!» ترد علي بضحكة ونكتة فأقول لها: بعد شسوي تمونين!
وأما صديقتي الثالثة: «العتيبية» فلا أدري كيف أصف صداقتي بها، فقد جمعني القدر معها قبل أربع سنوات، عندما قدمت على عمل نشاط خاص في المدرسة التي تعمل بها، واختارتها مديرتها لتكون الساعد الأيمن لي، وكان نجاحنا بفضل الله يشار له بالبنان، ومن ثم ارتبطنا بعمل أكبر حتى غدت لي الأخت التي لا استغني عنها أبدا ويعتمد عليها في الرخاء والشدة، صديقتي هذه فيها ميزة غريبة عندما تكون معي تتحدث باللهجة «الحضرية» وبمجرد أن تلتفت ناحية إحدى المعلمات «البدويات» تتغير لهجتها إلى لهجة قبيلتها في أقل من ثانية!.. قلت لها مرة «كلميني بأي لهجة تحبين ترى مو فيني عرق قبيلة وحدة.. لكن فيني ثلاث عروق مشكلة!».
ورغم أن اتصالاتها ومسجاتها لا تهل عليّ إلا بالشهر مرة مثل «البدر»! إلا انها تخلف بعدها في نفسي ابتسامة أقول عندها: فيچ الخير يا الغالية.
وأما صديقتي الرابعة والخامسة.. فسيأتي دورهما في الكتابة عنهما، إن كتب الله لي العمر في الأيام المقبلة.. وكان لي خلق، يعني يصير خير!
شي ما شفتوه
عندما علمت بعض صديقاتي بهذا الموضوع توعدنني، وجهزن أقلامهن كي يحتللن زاويتي هذه، ليكتبن عن ايجابياتي وسلبياتي، فقلت لهن: ما عندي أي مانع ومشكلتي الوحيدة بس اللي تعرفونها هي اني «أنحب»!.. أقصد أنحب مثلكم وسلامتكم وتعيشون!