أنوارعبدالرحمن
للحين أتذكر أمي يوم كنت اصغيرة، اشلون إذا كنا زايرين لأحد، وقمت أنا أو أختي و تحركنا من مكانا أو مدت وحده فينا إيدها على الصحن اللي امقدمينه للضيافة حق أمي، اشلون تخزنا ذيك الخزة اللي اتجمد اطرافنا معاها، أو إذا واحدة فينا تكلمت بحضور الحريم واطلبت شي، ما نوعا إلا بذيك الإيد اللي تنمد تحتنا اشوي اشوي وتقرصنا قرصة تطلع منها اعيونا أربع أربع، ونبولع بريجنا ونحبس الدمعه من شدة العوار!.. لأن الحريم بذاك الوقت عندهم قانون اسمه عيب وحيا وادب، حتى الأم يعرفون سنعها إذا ربت بناتها على هالطريقة، وللحين أتذكر إذا كانت في وحده من البنات فيها طاقة حركة شديدة، ودايما تلعب مع الصبيان يسمونها (صبيك)، يخافون منها وعليها، لأن يحسون إنها إذا اكبرت بتطلع من قوانين المجتمع الصارمه اللي تعطي علاجا لمثل هذي الحالة للبنات (أكسر لها ظلع) ومايدرون إن إذا اكسورا لها ظلع يطلع لها ثاني! (ولنا وقفه مع هالجملة في موضوع قادم إن شاء الله) واللي يضحك كانوا أهلنا دايما يتحلطمون علينا ويقولون (هذولي بنات هالوقت اللي ماوراهم فايده، وين أيامنا احنا ؟!) واللي لحقوا على جيل الحين اعرفوا إن بناتهم أول (خوش بنات يسمعون الكلام).
وكانت من الأمور اللي دايما يحرصون عليها أمهاتنا، إن ما يسمحون لأي بنت تجلس في مجالس الحريم، لأن ممكن تطلع منهم كلمه منيه وإلا مناك تمر بالخطوط الحمرا وطبعا ما كنا ندري بهالسالفه إلا يوم كبرنا، وكانت كلمتهم اللي يقولونها (البنات مايقعدون مع الحريم، واخزياه)!
أما بنات الحين إذا خزتها أمها ترد عليها اتقول لها (اشفيج اتخزين؟.. ما سويت شي غلط!) يعني طريقة الخز المتبعه أول معانا ما صارت أتأثر بجيل اليوم، وفيها خير الأم تقرص بنتها مثل قرصة أمهاتنا لأنها راح تفضحها بنتها وتقعد اتصرخ وتبجي وتزعل عليها وما تكلمها اسبوع، وغير هذا لو زارت وحدة من الأمهات لصديقتها أو جارتها وقدموا لها صحن الضيافة تلقى بعض الأحيان اعيالها مادين إيدهم قبلها أو يتحقرصون ويلعوزون أمهم (عطينا من هذا، ونبي من ذاك)، وأكبر مثال على هالشي لو راحت الأم عزيمة أو زوارة عالغدا أو عشا، أول ما يبدون أهل البيت باليهال! يعطونهم أكلهم عشان يصكون احلوجهم وما يأذون الأم، وهم ما كو فايده، وين أول اللي يخلون الياهل ما يمد إيده عالأكل إلا لما الكل ياكل ويشرب قهوته ويطلع، وبعدها يصير هجوم على الأطباق من كثر اليوع كأنهم ما صدقوا إن الزوار اطلعوا.
والشي الغريب أن الأمر اللي كانوا يحرصون عليه أمهاتنا، انهم مايسمحون للبنات بمجالس الحريم اختفت، والحين تلقى بعض الأحيان البنت متمدده بين الحريم والأم تقط كلمه أكبر من الثانيه والشابات المراهقات امبسطين معاهم، ويمكن بعض الأحيان يثرون مثل هالمجالس بالمعلومات المفيدة جدا لحياتهم المستقبلية القادمة! مع أني أشك أن كانوا امهاتنا أول يتكلمون بهالدرجة من العمق حتى بينهم، لأن عندهم قانون الحيا والعيب حتى مع الزوج نفسه. وإلا اشلون يت كلمة (يا خزياه!)؟!
شي ما شفتوه:
أمهاتنا العزيزات، ما نقول إلا فديت خزتكم اللي للحين محنا ناسينها، وقرصتكم اللي اتخلينا انطامر من مكانا، صج سوتنا نمشي سيده.. وإلا بناتكم ترى ما كانوا هينين!