أنوارعبدالرحمن
البعض منا يتمنى عودة الزمان إلى الوراء، ليغيّر بعض مسارات حياته ويصححها، فهل حقا انه أخطأ بعض العناوين؟ أم انه يظن أن الحياة ستهبه من السعادة والهدايا لو كان اختياره مختلفا آنذاك؟ وهل سيأخذ الإنسان إلا ما كتب له؟
لو عاد بي الزمان
ورفرفت السنوات
متوردة
وعادت أوراقي بالندى
مخضرة في غصون حياتي..
وأشرقت قصائدي بأجواء مشاعري
وتدحرجــت مـــرتدة لبداياتي
ربما.. أتخلى عن بعض قناعاتي
ربما ارتدي ثوبا مختلفا
واسعا.. كسعة أمنياتي
ربمــــــا.. أســتعين بروزنامتي
وشيء من حدسي..
فأنجو حرة في اتجاهاتي
لو عاد بي الزمان..
وعادت مع الصدى أغنياتي
وتسللت نفحات الود من شرفة ذكرياتي..
ربما.. لا أطلب ورقة أخرى
تضاف إلى أرقام سنواتي
ولكنني..
سأتـــمرد على تلك القافلة
التي حطت رحالها..
بعيدة عن طموحاتي..
ولن أغفر للحظة
خان اللسان فيها
عن البوح برغباتي
ولن أسامح قلمي..
يوم استسلم وارتمى..
تحت قدم أطبقت على حنجرة الحروف
وأسكتت نبضاتي
لو عاد بي الزمان
لحاكمت من سرق من حائط منزلي لوحاتي
لدافعت عن حقوقي ببسالة
وأوقفت معاناتي
وقست الأميال بقدمي..
ودونت بين المسافات حكاياتي
واختصرت وجع الأيام
وصور النكران
وانتصرت لجراحاتي
لو عاد بي الزمان حقا
لو عاد..
ولِم أطلق اليوم آهاتي ؟
إن كان في العمر لحظة
سأصحح مساراتي
ولن أبكي على ما مضى
ولن أندم على اختياراتي
ولكنني..
من الآن أقرر وأقولها
سأعود لكِ أنت..
يا ذاتي
إني عائدة لك.. يا ذاتي