أنوار عبدالرحمن
أتساءل كثيرا «مو بعض الأحيان» ما الذي يستفيده المشاهد حين يتابع برنامجا معينا أو مسلسلا أو فيلما، ثم يظهر أمامنا فاصل إعلاني أو تجاري، فيخرج علينا شخص «متنقع في البانيو» أو امرأة تقف تحت الدش، ثم تنتقل الصورة من رؤوسهم إلى وجوههم، ثم إلى الأكتاف المتعرية طبعا والسيقان وحتى أصابع القدم، ولا ننسى أنها تمر الكاميرا على الظهر أيضا، والحمد لله إنها تتعدى المنطقة المحظورة، فيحفظ الله أبصارنا من مشاهدة «شي ما شفتوه»!، كل هذا على شنو؟! .. ولماذا؟! .. من أجل شامبو للشعر، أو صابون للجسم، طيب ما دخل الظهر والسيقان المتعرية، وأصابع القدم التي تلعب في فقاعات الصابون؟!
المشكلة أن أغلب الإعلانات التجارية أخذت تعرج إلى هذا النحو من المشاهد التي لا دخل لنا بها، ليس لأن من قبلت على نفسها أن تخرج بهذا الشكل أمام الملايين من المشاهدين، تثير غيرة النساء من جمالها ونعومتها!، ولكن لأن المشهد الإعلاني هذا ابتعد عن تحقيق هدفه في الإعلان عن هذا المنتج، فليس هناك فينا من يصدق ان مجرد استعمال هذا الشامبو للشعر سيجعله ناعما وطويلا ويحل مشكلة تساقط الشعر، ويعالجه من القشرة! أو مجرد استعمالك لصابون معين لجسمك يجعل رائحتك طوال اليوم معطرة بالورد والياسمين!
وأنا أكتب هذا المقال تذكرت إعلانا تجاريا، كنت أشاهده في إحدى القنوات الفضائية عن شامبو للشعر، المشهد غريب من نوعه ولأول مرة يحصل في قانون البشرية، فالشامبو هذا يجعل الشعر طويلا وقويا، لذلك ظهرت فيه فتاة رشيقة شعرها كثيف وطويل حتى قاموا بربطه في ماسورة «قطعة حديد كبيرة» مثبتة في جدار اسمنتي، ويا ليت الأمر يقف عند ذلك! .. ولكن مجرد ما سحبت شعرها انفصلت الماسورة وسببت آثار الهدم على ذلك الجدار، ولا أدري هل القوة كانت بسبب هذا الشامبو الذي حول فروة رأس الفتاة التي ظهرت في ذلك الإعلان التلفزيوني، إلى مادة غير معروفة، أم القوة كانت في رقبتها وجسدها الرشيق؟! أنا اعتقد إن القوة كانت فقط في ذلك الشامبو، يعني إذا استعملته فستحصل على هذه النتيجة مثل استخدام «باباي» للسبانخ الذي يحول جسده المتواضع إلى قوة خارقة وعضلات «زي الحديد» حتى اقتنعنا ونحن أطفال عندما كنا نشاهد ذلك الفيلم الكارتوني بهذه الكذبة، وقمنا بشراء السبانخ المثلجة من الجمعيات ليتحقق الهدف.. إلى متى يستخف هؤلاء بعقول المشاهدين؟!
وأتساءل أيضا كثيرا «جدا جدا مو شوية»! ما الرسالة التي ترغب فيها بعض الفنانات لإيصالها لنا، عندما تنشر صورها «منبطحة» و«ومنشكحة» و«المستور في الداخل.. (خارج) ليعلن عن نفسه بكل ثقة أمام الكاميرا!؟» على صفحات الجرائد والمجلات، ثم نقرأ مانشيتا بالخط العريض فوق صورها التي أبدع فيها المصور حتى خرجت بهذا الشكل، جزء من حوارها «أرفض مشاهد الإغراء والتعري»! طيب هذا الذي نشاهده الآن هل هو اللبس المحتشم في نظرك؟! وما مشاهد الاغراء والتعري التي تقصدينها في حديثك؟! وهل نصدق كلامك أم الصور التي سمحت بنشرها؟!
شي ما شفتوه:
إذا كان الغناء فنا، فلماذا إذن يتم تصوير «الڤيديو كليبات» التي تعتمد أغلبها على التعري والمشاهد التي تدعو إلى الرذيلة، وإذا كان التمثيل فنا، فلماذا إذن على المشاهد أن يتابع أفلاما ومسلسلات غالبية قصصها تدور حول علاقات حب مشبوهة، فهل الإيماءات الخارجة عن الأدب والأخلاق، والإثارة والإباحية أيضا فن؟! وهل هو مقرر ممكن أن يستعان به مع هذه الفنون؟!