أنوارعبدالرحمن
لم اعد استغرب عندما افتح بريدي الالكتروني الخاص بالفتيات، ان اجد احداهن تطلب مني محادثة خاصة، للمشورة في علاقة عاطفية غير متوازنة وغير واضحة بينها وبين شاب، ولم اعد ايضا اتفاجأ حينما تخبرني احداهن ان هناك من جاهد لكي يصل الى قلبها، ثم يطلب منها عدم فتح باب موضوع الزواج، وان الامر لم يكن سوى «الحب.. للحب فقط»، والحقيقة التي تسكن في باطن تلك الجملة هي «الحب.. للعب فقط»، نعم للعب بالمشاعر وغربلة الاحاسيس.
الكثيرات منهن اعترفن لي بالندم على موافقتهن على امر كهذا، واصبح لديهن شعور داخلي مؤلم انهن خسرن انفسهم وخسرن ثقة اهاليهن وربما خسرن امورا اخرى يعلمها الله وحده، عندما قبلن بالمضي في هذا الطريق المظلم.
والمؤلم اكثر ان غالبيتهن «لم يلتزمن بهذا الشرط»، واصبحن يعانين من عواطف متأججة وشوق جارف مع شخص يريد التسلية وسد فجوة الفراغ الذي يعاني منه، فماذا تفعل بهذا الحب الذي استوطن قلبها ولم تعد تستطع تحمل غيابه ولا بعده والامر كان منذ البداية «حب.. للعب فقط» وهي تصبو لليوم الذي ترتبط به برباط شرعي امام اعين الناس ليكون ملكا لها وحدها؟
انهن خرجن من هذه العلاقة بمشكلة كبيرة وآلام نفسية قاسية، ولا يعلمن كيف يتخطين هذه المأساة ومتى؟ وكيف يعالجن الجراح الدامية بعدها؟
الحقيقة المرة، اننا نعيش في زمن اصبح فيه الحديث عن الحب لا طعم له ولا لون، عندما خرج عن معناه الراقي وهدفه السامي ومفهومه الاساسي، وغدا مجرد قصائد غزلية تقرأ واغنية عاطفية يطرب بها الحالمون، لذلك لم يعد احدنا يستغرب من سماع قصص ملئت بمواقف الخيانة المؤلمة والنكران السهل لكثرتها، فقد مرغت هذه المشاعر الجميلة بالعاب شيطانية ودنست بأفكار قذرة، ونسي الكثير ان هذا الاحساس الرائع يربط بين روحين، فيلتقيان عند نقطة النور امام البشر، لا ندم فيه ولا خسارة ولا احباط.
وعلى كل فتاة ان تفكر قبل ان تدخل في اي علاقة عاطفية بدايتها واضحة ونهايتها في الغالب متوقعة، عليها ألا تكذب نفسها وتخرس صوت الضمير الحي في داخلها، لأنها ربما ستخسر الكثير والكثير، وتصحو على صفعة مؤلمة قاسية لا تبرأ من جراحها ولو بعد سنين.
فالحب للحب كما يسمى الآن انما هو الحب.. للكره، والحب للخسارة والخيانة والذل، فلا حب يبقى للحب طوال العمر، فلا بد من نهاية اكيدة له.
على الانسان سواء كان رجلا او امرأة ان يحمي مشاعره، وينظر بعين العقل، ويربط على هذا القلب ويضيق على تلك النفس، فالحب ان لم يكن لهدفه السامي الذي عرف به، فالبعد عن اللعب بالنار اولى، فالحب مهو لعبه.
شي ما شفتوه:
حكت لي احدى الاخوات انها شاهدت فيلما عربيا قديما لحكاية يبدو انها حقيقية، عن امرأة احبت شابا وسلمت نفسها اليه في حالة ضعف وفقدت اعز ما تملك، وعندما لاح الخطر واكتشفت انها حامل تقدم لخطبتها هذا الشاب، وبعد معاناة وافق الاهل الذين لا يعلمون بأمر ابنتهم شيئا، وجاء يوم الزفاف والفتاة تنتظر حبيبها على الكوشة، وبينما كان هذا الشاب يهم بالخروج من السيارة التي اقلته الى مكان العرس، واذا بسيارة اخرى مسرعة في نفس الشارع تصطدم به وتنهي حياته في ثوان معدودة، والعروس الحامل تنتظر هذه الليلة التي سيسدل الستار على ما بها من فضيحة، ولكن.