أنوارعبدالرحمن
قالت إحدى الفتيات انها منذ فترة أرادت أن تتعلم اللغة الانجليزية عبر محادثات بينها وبين طلاب أجانب، فقدمت الطلب في موقع الكتروني خاص لذلك، وكتبت اسمها وسنها واسم البلد الذي تسكنه وتنتمي إليه وهو «الكويت»، تقول وبعد فترة بسيطة انهالت علي الرسائل، أحدها من غانا تسألني أين تقع الكويت بالضبط من قارة أفريقيا، وأخرى من تايلند تسألها أين موقعها من خريطة اليابان، وعدد من الطلاب في أميركـــا يسألونهـــا في أي جزء تستقـــر دولـــة الكويـــت من قـــارة أميركــا.
الغريب أن الكويت ومنذ الاحتلال العراقي الغاشم أخذت مساحة كبيرة من الصدى الإعلامي بمختلف أنواعه، عبر قنوات البث المباشر وغير المباشر، ورغم ذلك مازال الكثير في دول العالم ونسبة منهم من داخل أميركا نفسها، لا يعلمون أين تقع الكويت في خريطة العالم وما لغتها والديانة التي تتبعها، فهل هناك قصور إعلامي في داخل أميركا نفسها التي تحتل أهم القنوات الإعلامية والإخبارية في العالم نحـــو سكانهــا؟
مما يجعل الإنسان الأميركي بالذات يتلهف لمعرفة العالم الآخر وأنواع الشعوب وأحوالها وطريقة معيشتها في القارات الأخرى.
عندما تذهب إلى أميركا ويسألك البعض عن بلدك الذي جئت منه، فتخبرهم بانك من الكويت تجد الغالبية يسألونك عن موقع الكويت، ويعتذرون منك لأنهم لا يعرفون في هذه المنطقة إلا المملكة العربية السعودية والعراق، وإذا اطلعت على خريطة العالم الموجودة في بعض الكتب عندهم وعند بلدان كثيرة، لا تجد إشارة إلى الكويت، والدول الخليجية الصغيرة، وبما أن الكويت لله الحمد حرة وذات حكم وسيادة، فمن حقها على الإعلامين الداخلي والخارجي أن يوضح ذلك وينشره أمام الشعوب، عبر القنوات السمعية أو المرئية أو عبر المواقع الالكترونية المختصــــة بذلـــك.
على الرغم من الأحداث التي وضعت الكويت تحت الضوء المباشر كما كنا نشاهد ونسمع، إلا أننا مازلنا نجيب عن كثير من الاستفسارات التي تتعلق ببلدنا الحبيب مع الأجانب في دول العالم المختلفة وبكل فخر واعتــزاز.
والرسالة التي أود أن أوصلها لكم في هذه المقالة، الصورة التي نريد أن تصل إلى أذهان العالم عنا أولا لابد أن يبرزها شبابنا وشاباتنا من خلال تعاملهم الحسن مع الآخرين، ونشر ثقافة بلدنا والعالم العربي الإسلامي بالحكمة والذكاء.
وثانيا في نقل الصورة الحقيقية الجميلة التي نتمتع بها، ولا يعرفها عنا الكثيرون، وبالمقابل علينا احترام الشعوب الأخرى بأفكارها وعاداتها وتقاليدها.
شي ما شفتوه:
قالت لي الفتاة الكويتية، ان غالبية الأجانب يسألونني عن أمور كثيرة منها عن شكلي ولون بشرتي، وكيف نعيش؟ وما أشهر المأكولات عندنا؟ قلت لها لقد أعدت إلى ذاكرتي شريطا قديما عندما تعرفــــت على امرأة أميركيــــة ودعوتها إلى بيتي لتناول وجبة الغــــداء مـــع أسرتـــي، وكنا نتحدث خلالها عن طبيعة حياتنا في الكويت وعاداتنا وتقاليدنا وديننا الإسلامي الحنيف، وبعد أن انتهينا من الغداء، قالت لي إنكم تعيشون حيـــاة جميلة وسعيـــدة، كم نتمنـــى أن نعيشها مثلكم، وللأسف نحن نفتقد أمورا كثيرة هي بين أيديكم ربما لا تشعرون بقيمتها، لكنني فعلا أهنئكم عليها.