أنوارعبدالرحمن
يوم الخميس الماضي كان الجو جميلا جدا ورائعا، لدرجة أنني لم استطع حتى أن آخذ إغفاءة بعد الغداء وقلت في نفسي لن أنام وسأخرج (للفروانية ستي) مكاني المفضل، وأتسوق هناك ثم سأعرج لمحل الكنافة تلك الحلوى المفضلة عندي قبل العودة للبيت، فحملت حالي وذهبت نشيطة، أشعر كأنني فراشة يحملني ذاك النسيم العذب، وعند عودتي للمنزل تذكرت أنني مدعوة لحضور أمسية شعرية في مجلس الأدباء، وأيضا في الوقت نفسه كنت مدعوة لحضور ختام المؤتمر الأول للاتحاد الإسلامي للمعلمين في جمعية المعلمين الكويتية بمنطقة الدسمة، الذي كان تحت رعاية كريمة يشكر عليها من سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، واحترت إلى أيهما أتوجه، فقررت بعد تفكير وتمحيص أن أتوجه إلى جمعية المعلمين لعدة أسباب منها لألتقي بمديرة القسم النسائي وأحدثها بشأن برامجهن القادمة، فحضرت فعاليات ختام المؤتمر وكان عدد الحضور قليلا جدا، يقتصر على أعضاء الاتحاد ومع من ساهم في إنجاح هذا البرنامج.
وفي النهاية افتتح بوفيه العشاء فتوجه الرجال أولا للبوفيه ثم بعدها ترك مجال للمعلمات وجلس الجميع على طاولات متفرقة لتناول العشاء في الهواء الطلق ذلك الجو البديع الساحر، وأثناء جلوسي مع بعض المعلمات قلت لهن «أتصدقن؟.. ودي أحاور د.المعتصم عبدالرحيم رئيس الاتحاد المهني العام للمعلمين السودانيين، لأنه لفت انتـــــباهي في الكلــــمة اللي ألقــاها من اشوي عـــن المؤتمر وعن الكويت كونها هي صاحبة هذي الفــــكرة» فتشــــجعت إحـــــداهن وردت علي أنا من ســـــيرتب لهذا اللقاء، وفعلا طلبت من احد المــــعلمين أن يخبره بأننا نود أن نسمع منه كلمتـــين قــــبل أن يـــــغادر، فوافق وجلسنا معه ووجهت إليه عدة أسئلة مختلفة، ووددت لو أن لي مساحة كبيرة لتركتها لهذا العقل الفذ والراجح الذي مر الوقت معه سريعا دون أن نشعر به، يقول د.المعتصم عبدالرحيم الحسن «تأسيس هذا الاتحاد سيخطو خطوة كبرى غير مسبوقة، وسينقل المعلمين المسلمين في شتى بقاع العالم نقلة نوعية في كافة المجالات، وسيخدم الفكر الإسلامي ويقدم مساهمات ثرة تضاف لما هو موجود في العالم من نظريات وأفكار، وبما أن المنظمات حاليا لا تستظل أغلبها بمظلة الإسلام، فهذا الاتحاد بإذن الله تعالى سيساهم في صقل علم وفكر إسلامي تربوي متطور يحافظ على الأصالة ويرتبط بعصرنا، ونأمل أن يكون لهذا المشروع الضخم صدى يلفت انتباه الدول الكبرى لتأخذ من علمنا وتجربتنا هذه الجديدة مثل ما بدأت تأخذ به الآن وتلتفت إلى بعض القوانين الإسلامية التي وجد أنها أفضل منهج لحياة كريمة للإنسان، ومن ضمن النقاط المهمة هي الاهتمام بالجانب الأخلاقي للمعلم، فكل معلم ممكن أن يقدم العلم لتلامذته تحت الشجرة أو في العراء، ونحن لدينا أحسن المباني والتجهيزات، ولكننا نريد أن نهتم أيضا بالمعلم ليستشعر بقيمة ما يقدم من عمل وعلم، ويكون صاحب رسالة ويحمل مبادئ، والكويت كبلد مؤهل ليحتضن مثل تلك الأفكار البناءة لما لها من قيادة سياسية حكيمة، وجهاز تشريعي ومجتمع يتفاعل، ذو فكر إسلامي وسطي وروح تصالحية مع الحياة، ليس فيها تطرف ولا تزمت، كل هذا يساعد على أن تنشأ وتترعرع في بيئة تتقبل هذا الفكر وتلتزم به وتساهم فيه، فالأرض الطيبة، والبذرة طيبة ســــتنمو بلا شك نموا طيبا» أنهى الدكتور الـــسوداني المعتصم عبدالرحيم حديثة بهذه الجملة، وكثير من الحوار الذي دار بيـــــننا وبـــــينه، لم تسعني المساحة لكتابتها لكم هنا، ولكن كما قلت منذ البداية، كان الجو جميلا بنسماته الرائعة، وكان اختياري لحضور ختام المؤتمر، قدر فيه من الخير الكثير، منها لمقابلة الدكتور أولا، والتعرف على بعض المعلمات المتميزات ثانيا، والعودة إلى بيتي بروح مشرقة كالنهار، وبنشاط فراشة تتنقل بين الأزهار سحرتها الأجواء وأعطتها من الطاقة لاحتضان الورقة والقلم بشغف حتى لساعة متأخرة من الليل.