أنوارعبدالرحمن
حوار اليوم لا يحتاج إلى مقدمة، فهو خط جديد أحببت أن أضمه إلى ملفي الخاص لتكتمل الدائرة، لمن يجد متعة في فك الرموز، اقرأوها معي الآن:
-
مازلت أفكر.. كيف جئت إليك؟.. ومتى بدأت أنسج ملامح التشابه بيننا؟
-
لم يكن الأمر في الحسبان، فما أجملها من صدفة جمعتنا في ذلك الوقت.
-
بالصدفة أحيانا نلتقي في الحقيقة.
-
وما هو مفهوم الحقيقة برأيك الشخصي؟
-
هو الواقع الذي يجب أن ننظر إليه بمنظار التقبل، ولتتضح الرؤية أمامنا.
-
وأين أنـــا من هذه الفلــسفة؟
-
أنت الطريق الذي أوصلني لهذه الفلسفة.
-
أظنك بدأت تهذي يا هذا؟
-
الهذيان مخزون الصدق في العقل الباطن.
-
وهل علي أن أفك هذه الرموز لأفهم ما ترمي إليه؟
-
نعــم.. وبمقدورك أيضا أن تكتبيه قصيدة في مذكراتك الخاصـة.
-
لكنني.. لا أكتب القصائد.
-
كل شعور صادق، سواء كان حبا أو حزنا أو سعادة، هو قصيدة مكتوبة في القلب، ومعزوفة متناغمة في الروح، وإن لم يسمعها الآخرون ولم تكتبها الأقلام.
-
كلامك هذا يشعرني بأنك تريد أن توجه إلي رسالة ما، لكنك تخفيها عني.
-
كيف أخفي عنك.. ما ستكتشفين أنت بنفسك عني؟!
-
أحجية أخرى علي أن أفك طلاسمها أيضا؟
-
اسألي عقلك هو من سيجيبك.
-
أحتاج للجرأة كي أواجه ذلك.
-
ماذا تقصدين؟
-
فــــي الحقــــيقة، أنت كتاب مفتوح أمامي، ولكنني أخشى قراءته.
-
إذن اخترت الهرب من نفسك.
-
نعم مثلك تماما، كلنا يخاف من النتيجة.
-
نحتاج إلى أن نقرأ حياتنا بتفاصيلها وظروفها المعقدة، حرفا بعد حرف، وفقرة بعد فقرة.. وصفحة تلو صفحة كي ترسو السفينة بأمان.
-
طالت المسافة ولم نصل إلى نقطة النهاية.
-
صدقي إذن حدسك.
-
وكيف توصلت أنت لذلك؟
-
من رؤيتي في المنظار الذي لا يخطئ.
-
هل أنت متأكد؟
-
نعم.. مثلما أنت متأكدة من ذلك.
-
إذن لو اختصرنا الأيام في كلمة واحدة، ولم نخنقها.
-
كل شيء يجبرنا على خنقها.
-
ومتى يا ترى يحين الوقت؟
-
يكفي أن الفؤاد قد سمعها؟
-
وأكثر من ذلك، إنها أيضا امتزجت مع أرواحنا.
-
إذن.. فلندعها حتى تخرج بأمان، في وقتها المناسب.