أنوارعبدالرحمن
في يوم الثلاثاء الماضي، طلبت إدارة أكاديمية الإعلام من طلابها حضور معرض الفنان الفلسطيني حسني رضوان المقام في قاعة أحمد العدواني، وإعداد تقرير بشأن الفن التشكيلي المعاصر والمتطور، وبما أنني طالبة مجتهدة ذهبت إلى هناك مع مجموعة من زميلاتي، وما إن دخلت وإلا بأحد الطلاب «وهو قريب لي من جهة الوالد» يقف خارج المعرض وكأنني هبطت عليه من السماء، فقال لي وعلامات الاستغراب تملأ وجهه: لحقي ترى المعرض ما فيه لوحات، ما كو إلا خشب أحمر، الظاهر للحين ما علقوها، وعلى الفور اتجهت إلى الصالة وتبعني هذا الطالب الذي يذكرني بالمثل المصري «هو أنا جبتك وانسيتك» وإلا بطلبتنا يقفون في نصف القاعة «طايرة بوهتهم» ولا يدرون ماذا يفعلون، والكل ينظر للآخر باستغراب، فاتجهت ناحية الجدار وإلا باللوحات الحمر التي يظن البعض أنها ليست لوحات مرسومة معلقة على الجدران، وكان الفنان المبدع قد استخدم في لوحاته اللون الأحمر كلون أساسي وشيء من اللون الأسود، مع ألوان أخرى بمساحة قليلة جدا في بعض لوحاته، فعرفت سبب وقوف أغلب الطلاب دون أي حراك داخل القاعة، لأنهم لا يفهمون هذا الفن ولا هذه الرموز، وكانوا مجبرين على تسجيل الحضور في هذا المعرض كما طلبت منهم الإدارة، هنا لم أستطع كتم ضحكتي وقلت له «هذي اللوحات.. اش عرفكم بالفن انتوا؟»، فأنا لا أدعي معرفتي العميقة بمثل هذا الفن ولكنني كنت متابعة جيدة في فترة من سنوات عمري، ومازلت أتذوقه ولو من بعيد، فمشاعر الإنسان قد تعبر في لوحة أو في كلمة أو في لحن، وهؤلاء الثلاثة أشعر بأنهم جزء من شخصـــــيتي.
أعزائي القراء لن أدخل معكم أكثر في هذه التفاصيل، ولكنني أحببت أن أنقل لكم جزءا بسيطا من حوار حقيقي دار بيني وبين بعض زميلاتي:
-
هذي لوحات لونها أحمر بس ما فيها صور.. وملطخة بأسود.
-
هذي اللوحات فيه تعبيرات معينة، أشفيكم؟.. أبييه فشلتونا.
-
صج؟.. هذي اللوحات؟.
-
ههههه بس سكتوا لا يسمعكم أحد.
-
انزين وين نروح الحين وشنــــسوي.
-
سووا نفسكم اتعرفون وقاعدين تتأملون اللوحات، يعني عيشوا الدور، لا تفشلونا جدام الفنان والفنانين.
-
احنا شايفين ألوان كاتينها على اخشبه ويقولون لوحة؟ انا أقدر أسوي جذي وأسوي معرض كامل.
-
انتوا اشعرفكم؟ هذا فن ما يعرف شنو المقصود من الفكرة إلا اللي يعرفونه أهله وناسه.
-
اتصدقون يا بنات أنا شكلي لايق مع اللوحات المعروضة، لابسة أحمر بأسود.
-
يا سلام.. إي جذي عشان يحسبونج من ضمن اللوحات.
-
ههههه.
-
يا بنات.. شوفوا طلبتنا قاعدين يطالعون بعض، طايرة بوهتهم مثلنا، ما يدرون شالسالفة هههه.
-
لحظة.. انتبهوا هناك شوفوا الفنانين والصحافيين متجمعين عند هالريال اللي قاعد يوقع على الأوراق.
-
أتوقع هذا اشترى كل اللوحات؟
-
من قالج؟
-
لأن قاعد يوقع على أوراق وايد.
-
تعتقدون جذي؟
-
اتهقون هذا.. أحمد العدواني نفسه؟
-
اشفيج انتي؟ أبيييه من صجج؟
-
شنو شالسالفة؟
-
.. أحمد العدواني مات من زمان الله يرحمه.
-
إي صح نسيت هههه.
-
خلف الله عليج.
-
عيل هذا منو اللي قاعدين يصورونه؟
-
سمعتهم يقولون هذا الأستاذ بدر الرفاعي.
-
والرسام وينه؟
-
شوفيه قاعدين الطلاب يصورون معاه صور جماعية.
-
الظاهر عشان يثبتون انهم احضروا المعرض.
-
يا بنات.. الأستاذ يقول لكم سجلوا حضوركم في مسرح الدسمة عشان تحضرون عرض الفرقة الفلسطينية.
-
يعني ما في تسجيل حضور اهنيه؟ واااي ما لنا خلق.