أنوارعبدالرحمن
حوار هاتفي يجمع بين رجل وامرأة، بعد غياب طويل وذكرى مؤلمة..
-
قل لي بالله عليك أي ريح جاءت بك إلي، وأي ذاكرة أيقظت عندك صوت الحنين إلى دربي؟
-
إن قلت لك الحقيقة لن تصدقيني.
-
نعم.. لن أصدقك، لأن مفهوم الصدق عندك كالكذب.
-
للأسف لاتزالي تسيئين الظن بي.
-
ولن أندم
-
لم أعهدك قاسية القلب كاليوم؟
-
عندما أحمي قلبي من جراح الكذب والخيانة، لن يهمني رأيك الشخصي بي.
-
إنك تصدميني بحديثك هذا معي، لم أتوقع استقبالك لي بعد غيابي عنك طوال هذه المدة، سيكون بهذا الأسلوب السيئ.
-
بعد ماذا؟.. بعد أن تركتني أقاسي لوعة الحرمان، وألم الغدر والخيانة، وخرجت من حياتي وكأن شيئا لم يكن، ولم يؤنبك ضميرك بما فعلت، ولم تتحرك عواطفك نحوي، عندما انهمرت أمامك دموعي.
-
انك تتوهمين.. هذا كل ما في الأمر، عودي لذاكرتك للوراء وتذكري كم كنت أحبك.
-
أنت لا تعرف معنى الحب، كفى كذبا.
-
حبيبتي، أنـ....
-
لا تقل لي حبيبتي ثانية، إنها الكلمة التي أصبحت أشمئز منها عندما أسمعها بصوتك.
-
إلى هذه الدرجة؟
-
لم تستغرب هذا الأمر؟ ألم نتفق على الفراق دون رجعة؟ ألم تقل لي ان النهاية لابد منها، بعد أن أصبح الحوار والنقاش بيننا لا يجديان؟ ألم تعترف بهزيمتك أمامي وانك غير قادر على استيعاب أحلامي معك؟ فما الذي ذكرك بي بعد هذا الغياب؟
-
أردت فقط أن أعرف ما آخر أخبارك وأحوالك، واطمئن عليك لا أكثر.
-
عجبا نرى في هذه الدنيا، والمجرم كما قيل لابد أن يمر أمام مكان جريمته مرة أخرى، ويتأكد من حال ضحيته
-
أي جريمة وأي ضحية تتحدثين عنها؟.. كفي عن هذه النظرة السوداوية.
-
لا يشعر بمرارة الجرح إلا صاحبه.
-
هل أفهم من حديثك هذا، أنني ارتكبت جريمة بحقك؟
-
كان الأجدر بك، قبل أن تفكر في الاتصال بي، أن تعرف موقعك في نفسي بعد آخر حديث بيننا، كيف كان؟ وكيف أصبح؟
-
كنت اعتقد أن الحب الذي كان بيننا كفيل بعلاج الألم.
-
لا يستقيم الحب مع الغدر والخيانة، قد يتحول هذا الحب إلى كره لأنه مس الكرامة في الذات.
-
يعني ذلك انك لا ترحبين بعودتي إلى قلبك؟
-
لم يعد لك مكان به صدقني، ارجع إلى من تركتني من أجلهن.
-
أريدك أنت فقط، فلم يعد يهمني أحد غيرك الآن، ما حدث بيننا كان درسا قاسيا لي عندما تركت دفء روحك وصدق مشاعرك ونقاء سريرتك، إلى من تمرغن في النفاق ومارسن الكذب وتفنن في اللعب، لقد اتضح لي في الفترة التي تركتك فيها، أنني كنت أعمى البصر والبصيرة عندما وضعت بيني وبينك نقطة النهاية، سامحيني أرجوك إن كان هناك في وجدانك ذرة حب لي.
-
بقدر ما أنا سعيدة باعترافك هذا، بقدر ما أنا أشعر بالشماتة نحوك، وللأسف أن أجد هذا الشعور في نفسي، لأعز إنسان كان في حياتي.
-
لك الحق في ذلك، خذي مني حقك كما تريدين، ولكن افتحي لي باب فؤادك ثانية لي، كم أشعر بالصقيع وأنا خارجه.
-
لا أريد سوى أن تبقى خارج قلبي متجمدا بالصقيع، صعب أن تندمل جراحي، بعد ما حدث بيننا، اعذرني فقد أصبح المكان في قلبي شاغرا.
-
ماذا؟.. هل تقصدين بأن هناك من أخذ مكاني في قلبك؟
-
نعم.. وأنا في قمة السعادة لذلك.
-
هل لي أن اعرف من يكون، أرجوك؟
-
نعم ولم لا.. إنها أنا.. فأنا أحق بهذا المكان في فؤادي دون غيري، كم كنت غبية عندما آثرتك على نفسي، حتى تجرأت على إيذائي وتحطيمي، ومن هنا أقول لك.. اذهب ولا تعد، قد أقفلت الباب من دونك.
-
لا.. أرجوك لا.. لا.
-
طوط.. طوط.. طوط