أنوارعبدالرحمن
جزء من وجه الحياة السعيد، بين هذين الزوجين قد سرق، لذا كان الحوار بينهما كالصدى الضائع أمام شاطئ بحر منسي.
-
هل تذكر حبيبي عندما كنا عروسين، وتأخذني إلى البحر ونتسابق هناك بالركض أمام شاطئه؟
-
أي بحر تقصدين؟
-
البحر الذي كنت تشعر بالحرية والنقاء أمامه، هذا ما كنت تقوله لي بالضبط، عندما سألتك في يوم عن سبب ترددك على شاطئه.
-
ممم.. نعم تذكرت.
-
وهل تذكر ماذا كنا نكتب على رماله؟
-
لا.. للأسف يبدو أن ذاكرتي أصبحت ضعيفة.
-
كنا نكتب حرفينا.. ونرسم قلب الحب وسهما يخترقه.
-
آه.. جميل ذلك.
-
ما أجملها من أيام، وددت لو عادت يا حبيبي.
-
إنها فقط ذكريات، ونحمد الله أن لنا الآن أبناء هم أجمل ما في حياتنا.
-
هل تصدق أنني أحتاج لأن أتنفس هواء ذلك الشاطئ معك مرة أخرى؟
-
كل الأماكن التي كنا نحبها، تغيرت الآن بسبب العمران.
-
ولم لا نبحث عن مكان آخر نشعر من خلاله، بعلاقة الحب التي بيننا، فلا يعني وجود الأبناء في حياتنا، نهاية الشعور بالدفء والود؟
-
نعم صحيح.
-
آآه يا حبيبي.. كلما تذكرت أول قبلة منك وأول هدية أهديتها لي في يوم ميلادي، أشعر بأنني أسعد امرأة في هذا الكون.
-
شعور جميل.
-
نعم، اعتقد انك توافقني على ذلك؟
-
نعم أوافقك، قلت لك انه شعور جميل.
-
هل تذكر ما هي أول هدية أهديتها لي.
-
ممم.. لا.. لا أذكر.
-
لقد كانت مجموعة عطور جميلة من رحيق الورد، تصور.. لم أزل أجد رائحتها في ثيابي.
-
ممتاز جدا.
-
هل تذكر ماذا قلت لي عندما شممت رائحة العطر على جلدي؟
-
لا.. للأسف لا أذكر ما قلته لك.
-
قلت لي، رائحة أنفاسك أجمل من رائحة هذا العطر.
-
لقد كنت رومانسيا إذن في ذلك الوقت.
-
نعم.. لدرجة انني أشعر بقبلاتك الحارة وقتها.
-
جميل ذلك منك.
-
نعم، ولم أزل أذكر أيضا سعادتك يوم بشرت بأول مولود لنا، فقد همست حينها في أذني وقلت لي، انه ثمرة حكاية حب متوهجة، فضحكنا نحن الاثنان معا بصوت عال.
-
ـ لا أريد أن أحسدك على هذه الذاكرة القوية، فأنا لا أتذكر كل ما قلتيه لي الآن.
-
وأذكر أيضا عندما سافرت إلى إحدى الدول القريبة، وجئت بعد أيام والشوق يسبقك إلى حضني، وقد كتبت قصيدة طويلة، حينما شعرت بالفراغ والمعاناة في بعدي، ولم أزل أحتفظ بها.
-
ما أسعدني بك يا زوجتي الوفية، كل هذه الذكريات تحتفظين بها وتتحدثين عنها وكأنها حدثت البارحة.
-
وأنت.. ماذا تحتفظ في ذاكرتك لي من ذكريات سعيدة؟
-
ممم.. أنا رجل، وأمور الحياة المعقدة، والسعي وراء لقمة العيش تمسح من ذاكرتي حتى يوم ومكان مولدي.
-
وماذا بعد؟
-
لا شيء.. يكفي انك تذكرينـــني بهذه الأيام الجميلة التي كانت بيننا.
-
التي كانت بيننا؟.. والآن هل تعتقد أن المشاعر تغيرت؟
-
لا ولكن.. أمورا كثيرة تلهـــينا حتى عن النظر إلى أنفسنا في المرآة.
-
نعم.. صحيح، وهل أنت متأكد من أن دقات قلبك لم تتغير أيضا؟
-
ماذا تقصدين؟
-
رد على نداء هاتفك، هناك 10 مكالمات لم يرد عليها من شخص واحد، جاءتك في ساعة واحدة وأنا أتحدث معك، يكفي من خلالها أن تعرف ما هي إجابتك عن سؤالي..(هل تذكر)؟
-
.....!!