أنوارعبدالرحمن
أحداث كثيرة نسمع عنها في الحياة، منها ما تحتفظ به الذاكرة ويسجله القلم، والحوار الذي أضعه اليوم أمامكم، يعبر عن موقف صعب جمع بين شاب وفتاة:
-
عفوا لم أقصد إزعاجك، ولكن أحببت أن أبارك لك، بمناسبة قرب زواجك من أحد زملائك في العمل.
-
شكرا، لم يكن هناك داع لتتعب نفسك في الاتصال، مشاعرك أعرفها جيدا حتى لو لم تتصل.
-
وجدت انه من الواجب أن تسمعي مني كلمة (مبروك).
-
مثلما سمعتها مني من قبل، هل تذكر؟!
-
نعم.. ولكن
-
لا تكمل، أنا التي سأكمل هذه العبارة، «ولكن الموقف كان مختلفا جدا».
-
نعم كان مختلفا، لذلك كان عليك أن تنتظريني حتى أقنع من حولي بالزواج منك، وترتيب حياتي لنعيش معا باستقرار.
-
أنتظرك؟!.. كم سنة تريدني أن أضيعها من عمري، وأنا أنتظرك حتى تتحرك بخطوة جريئة وتأتي؟ قل لي وربك ألم تفكر بشعوري حينما قطعت علي أحلامي معك دون شعور بالندم والذنب، وتزوجت من امرأة أخرى غيري وأنجبت منها طفلا.
-
قلت لك إن زوجتي هذه، مجرد امرأة قد أجبرت على الزواج منها، ولا أحمل لها أي مشاعر حب، ولكن أنت التي ملكت قلبي.
-
وماذا أفعل بحبك، وأنا محرومة منك؟.. كم تمنيت ألا يكون لك أبناء إلا من رحمي.
-
ربما سيكون، لولا أن الأمور أصبحت معقدة للغاية.
-
لا يهمني الآن ذلك، أيام قلائل وسأصبح زوجة لمن عرف قدري، واختارني لكي أحمل اسمه، وأكون أما لأولاده.
-
هل أفهم من ذلك أنك أحببته؟
-
نعم، أحببت من أحبني بصدق دون مراوغة.
-
وأنا؟
-
أنت أسوأ ذكرى أحملها في ذاكرتي.
-
إلى هذه الدرجة؟ لا أصدق ما تقولين.
-
يجب أن تصدق ذلك، مثلما أنا صدقت حقيقتك التي كشفت عنها، في آخر لقاء كان بيني وبينك.
-
حقيقة شعوري نحوك أنت تعرفينها، لكن ظروفي وأسبابا كثيرة، هي التي عرقلت مسار زواجنا.
-
قلت لك، لا يهمني الآن ذلك، احتفظ بالأسباب لنفسك، ما يهمني في هذا الوقت هو زوجي القادم، وحياتي الجديدة، والآن اعتقد أنك أخذت من الوقت الكافي لتتحدث معي عن أمر قد انتهى، وعليك أن تقفل سماعة الهاتف، فهناك من ينتظرني على الخط الآخر.
-
أنت تجرحينني بأسلوبك هذا.
-
جرح لا يساوي جزءا من حجم جرحي.
-
أرجوك، اعدلي عن رأيك، ولننس ما كان ولنبدأ صفحة جديدة، فأنا لا أزال أريدك زوجة لي، صدقيني إنها أمنيتي.
-
لقد جاءت أمنيتك متأخرة.
-
ولكنني...
-
ولكنك ماذا؟
-
أنا.. أحبك
-
احتفظ بهذه الكلمة لنفسك، فلم تعد تحرك مشاعري كالسابق نحوك، عن إذنك.
-
انتظري لحظة، انتظري انتـ
طوط.. طوط.. طوط