أنوارعبدالرحمن
حوار بين حبيبين، ورغبة في الوصول إلى نقطة اللقاء التي يتمنيانها، فمتى يلقيان من قاموسيهما كلمة مستحيل؟
-
حبيبي، الساعات تمضي والأيام تنطوي بسرعة البرق، ولايزال حالنا كما هو لم يتغير.
-
كلما اعتقدنا أن هناك بصيص أمل للقائنا، نجد العراقيل تكبر أمامنا.
-
لا أصدق أنني مازلت أتمنى أن أراك أمامي بلحمك ودمك، رغم التكنولوجيا الحديثة، التي جعلت من العالم قرية صغيرة.
-
حبيبتي أشعر في بعض الأحيان بعجز كل أجهزة الاتصال ومصادر النقل والطيران، من أن توفق في جمعنا على قطعة أرض واحدة، لكن الله قادر على فعل ذلك فقط متى أراد، فعلينا بالدعاء ليسخر لنا هذه الطرق.
-
نعم بالدعاء، تزول هذه العراقيل.
-
في الماضي كنت أتمنى أن أراك فقط، ولكن بعد فترة بسيطة، أحلامي توسعت في أن تكوني نصفي الآخر، ونبني معا عش الزوجية.
-
لم أجد أي كلمة الآن تعبر عن أكثر وأعمق من كلمة أحبك.
-
أعرف تماما ما في قلبك، فعندما يمتزج الحب بمشاعر مختلفة من الأمل والإحباط، يصبح كثير من المفردات في قاموسنا كأنها أصيبت بالوهن، لعمق أحاسيسنا.
-
أخاف من موت يداهمني قبل أن أراك.
-
لنتفاءل.. هذا كل ما لدينا.
-
تبا لهذا الحب الذي أوجع القلب.
-
لو لا ما كان بيننا من حب، لما تنفست رئتانا هواء نقيا في هذا العالم الذي يختنق نفاقا وكذبا.
-
لن تصدقني لو قلت لك، في كل مناسبة فرح، وفي كل موقف حزن، وفي كل مكان أجد فيه نفسي لا ينقصني سواك أنت، كم تمنيت لو في لحظة أغمض فيها جفني، ولا أفتحها إلا وأنت أمامي.
-
سيأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه الأيام من ضمن الذكريات.
-
حالنا كحال سفينة وسط موج بحر يثور أحيانا من شدة الضغط النفسي والعاطفي، وأحيانا يهدأ مع تسليتنا بالحديث معا عن أمل اللقاء.
-
لا أريدك أن تيأسي، فالشمس مستحيل تلتقي بالقمر، ولكن من معجزة الخالق أن يلتقيا حين الكسوف.
-
أتقصد أن لقاءنا سيكون كالمعجزة؟
-
الأقدار كتبت في لوح محفوظ، ولا نعلم متى وأين سيكون اللقاء؟
-
ما أصعبها من مشاعر، يا الله اربط على قلوبنا.
-
ثقي أن الفرج قريب.
-
نعم.. نعم قريب، كم ناجيت القمر، وأرسلت لك رسائلي عبر الأفق، لتقرأ ما أنسجه لك من أشعار في الحب والشوق للقائك.
-
أرواحنا توافقت، فصرنا يعرف كل منا حال آخر.
-
عاهدني فقط.
-
على ماذا؟
-
إن لم نلتق، تذكر القلب الذي ذاب حزنا من الصبر واللوعة على غيابك، ولتدعُ له في صلواتك.
-
لن أعاهدك على ذلك.
-
ماذا تقصد؟
-
كل عقبة تقف أمامي سأحطمها حتى أصل إليك، ولن أدع يديك تلامس يد رجل غيري، وهذا ما سأعاهدك عليه.
-
فاجأتني بردك هذا، حبيبي أجد دموعي تنهمر أمام جملتك هذه.
-
امسحي دموعك، إنه الوعد الذي وعدتك إياه منذ ان سمعت به صوتك.
-
كم أحبك؟ فقد أحييت بي الأمل مرة أخرى.
-
سنلتقي بإذن الله يا حبيبتي... سنلتقي.