أنوارعبدالرحمن
لم أصدق عينيّ وحتى هذه الساعة، ما رأيته منذ أيام عندما ساقني القدر إلى مشاهدة مقاطع خاصة عن برنامج في إحدى القنوات الفضائية الكويتية، وظهرت فيه المذيعة كالعادة بلقطات متعددة لتعلن عن برنامجها، والأمر الذي لم يستوعبه عقلي إلى الآن، عندما شاهدت المذيعة وهي تخرج «لسانها» وتحركه بطريقة سريعة، لدرجة أنني تمنيت لو ان اللقطة أعيدت حتى أعرف إن كنت أنا في «حلم أو علم»!
وبما أن الذي رأيته شيء غريب وغير متوقع جعل حدقة عيني تخرج من مكانها وترجع بعد معاناة، قلت لنفسي لماذا الاستعجال في الأحكام السيئة والنقد غير المنطقي، لأمر حدث وانتهى، فلابد أن هناك مبررا لهذه الحركة «الفنتقه» وعلي أن أبحث عن الأسباب التي دعت المخرج ليظهرها للمشاهد، ويعطيه الحافز لمتابعة هذا البرنامج الممتع والمفيد والمتألق، قلت ربما المقصود من هذه الحركة أن يعرف المشاهد جودة لسان المذيعة وليتأكد انه غير مقطوع ولا مشوه وقادر على الكلام الموزون، وربما ليعلم أن هناك من الحركات و«الفناتق» ما هو جديد ولا نراه في القنوات الفضائية الأخرى، وأن لسان مذيعتنا غير ألسن المذيعات الأخريات في باقي القنوات، وقد يكون المثل الذي يقول «لسانك حصانك» هو ما دعا المخرج لينتقي هذه اللقطة الحلوة والتي أمتعت المشاهد وشدته للمتابعة وممكن أن يكون الأمر مختلف تماما، وكان القصد من هذه الحركة أن يعرف المشاهد لون لسان المذيعة ومقاسه هل يناسب فكها أم لا، أو لون الروج الذي اختارته ليناسب ملابسها، أو أنه مثلما ظهرت المذيعة في لقطاتها المنوعة بملابس واكسسوارات مختلفة، فلابد أن تحرك لنا لسانها لتضيف الى تلك اللقطات معنى آخر للجمال وانه من ضمن العدة التي لا تستغني عنها المذيعة في برنامجها المبدع والمتميز.
الحقيقة وبعد جهد جهيد، لم أصل للمبرر الكافي لتلك اللقطة التي عرضت على المشاهد، ليرى لسان المذيعة وهو يتحرك يمنة ويسرة، ولم أخرج بحكمة تسكت صوت «التحلطم» الذي رافقني منذ رأيت ذلك المنظر الغريب، ولكنني وجدت قناعة بأنني كمشاهدة لابد أن أتوقع غير المتوقع، من ظهور لقطات لا تطرأ على البال في برنامج أو ڤيديو كليب أو إعلان تجاري أو ربما مسلسل تلفزيوني، تجعل حدقة العين تخرج من مكانها ولا ترجع إلا بعد عملية جراحية ليستوعب أن ما رآه حقيقة لا حلم، والآن هناك سؤال يثير أسئلة أخرى في نفسي، فلا أدري ما اللقطة ذات «الفنتقه» الجديدة التي ستخرج بها علينا بعض المذيعات في برامج أخرى قادمة، وبعد اللسان «إيه يا جدعان؟».