أنوارعبدالرحمن
كل علاقة عاطفية بين رجل وامرأة لا تبنى على الوضوح والصراحة تعتبر علاقة مجهولة المصير، وتعترضها كثير من الأسئلة والتفاسير، وحوار اليوم يعلو صوت أحد الطرفين على الآخر لوضع النقاط الأساسية على الحروف.
-
هذه المرة الأخيرة التي أقول لك فيها كن واضحا معي، إني أتعرض لتعب نفسي وجسدي.
-
أنا واضح معك حبيبتي منذ البداية، لم هذه النبرة الشديدة؟
-
أي وضوح هذا الذي تتحدث عنه، مللت إعادة الموضوع على مسمعك أكثر من ألف مرة، لنضع النقاط على الحروف.
-
لم الاستعجال بالأمر؟.. إننا نعيش قصة حب جميلة، لنستمتع معا، فحياتنا لا تحلو إلا بها.
-
نستطيع أن نعيش قصة الحب هذه تحت سقف واحد.
-
ألا يكفيك السقف الذي نجلس تحته، كلما اشتد بنا الحنين للقاء؟
-
السقف الذي تقصده.. به كوة، أريد سقفا من أمان، ألوذ تحته دون خوف من أن يكشف سترنا أحد، ودون أن أقلق من نتيجة قد أندم عليها طوال حياتي.
-
كم مرة أقول لك لا تفكري بهذه الطريقة السيئة، لن تشعري بالندم ما دمت أحبك وأغمرك بعطفي، فانا أريدك لي أنا فقط، ولن أتخلى عنك لو وقع في علاقتنا أسوأ الاحتمالات.
-
وهل تنتظر أن يقع بيننا أسوأ الاحتمالات؟ أو يكشف أمرنا، ويحصل ما لا يُحمد عقباه؟
-
اخلعي عن عينيك نظارتك السوداوية، كل ما تقولينه الآن مجرد أوهام قد نسجها خيالك.
-
أريد أن أرتاح، أتفهم؟
-
ألا تشعرين معي بالراحة؟
-
لا.. ما دامت علاقتنا تخاف من النور.
-
ومصير هذه العلاقة أن تخرج للنور.
-
قل لي.. متى؟
-
إنها مجرد مسألة وقت.
-
الوقت يتسرب كالماء من قارورة أعمارنا.
-
لم نزل في أجمل مراحل العمر، وأمامنا درب طويل.. وأحلام واسعة، وبمقدورنا أن ننتظر ونفكر ونقرر متى يكون ذلك.
-
وهل تريد مني أن أستمر في هذه العلاقة بالخوف والتوتر والقلق لمدى بعيد؟
-
عندما تتخلصين من أفكارك السوداء لن يكون هناك أي خوف أو توتر أو قلق من علاقتنا هذه، ألا تثقين بحبي لك، وإنني لا أتحمل يوما واحدا دون أن أتحدث فيه معك، ولا أسبوعا كاملا دون أن أراك به وأضمك إلى صدري.
-
ومادمت كذلك، لماذا تماطل في مسألة الزواج؟ فمن يحب حبيبته بقدر هذا الحب لا أظن انه لا يريد أيضا أن يمنحها اسمه، ويقيد هذه العلاقة بشرع الله وأمام البشر وهما مرفوعا الرأس.
-
وهل تريدينني أن أعيد عليك الأسباب؟
-
وهل تريدني أن أعيد عليك السؤال (متى)؟ لقد تعبت.. صدقني تعبت.
-
وما الذي يتعبك في الأمر؟ فعلاقتنا تسير بأمان عكس ما تظنين.
-
أنت الذي تظن ذلك، فمصير كل علاقة كهذه أن تنكشف، فلا يصح إلا الصحيح.
-
لقد عدت لتفكيرك إياه، فهو الذي سيدمرك.
-
لن يدمرني أحد سواك، فأنت تنسى دائما أن الاختلاف الذي بيننا هو أنك رجل وأنا امرأة، ولو كشف أمرنا ونحن في وضع مخز، فلن يسيء إليك، مثلما سيسيء إلي، وسأجد نظرة التحقير من الآخرين، وسأسمع الألفاظ النابية التي توجه لي، وأيضا والدي وأخي لن يترددا في ضربي وإيذائي، فهل تعتقد مثل هذا الأمر لن يؤثر على سمعتي بين أهلي، ونفسيتي التي ستضطرب بسبب ذلك الموقف، ومشاعري المستقبلية نحوك؟
-
لم أنس ذلك كله، ولكن أريدك فقط أن تفكري في المستقبل الجميل الذي سيجمعنا معا في بيت واحد، سواء كان اليوم أو غدا أو بعد سنوات.
-
وهل اعتبرها مغامرة؟
-
ولماذا تسمينها مغامرة؟
-
حبيبي أنا آسفة.. بعد اليوم لن أعيد عليك سؤالي إياه، ولن أجعلك تقلق معي وتغضب من أفكاري.
-
ممتاز.. لقد فهمت ما أقصد، وحسن ظنك بي يا حبيبتي.
-
نعم.. ولكن ليس قبل أن تجيء إلى والدي وتطلب الزواج مني، فمن يحب بحق، لن يتردد ويضع الأعذار كي يأخذ حبيبته إلى منزل الزوجية أمام الله والناس.
-
إذا لقد عدت إلى جنونك؟.. أنت مجنونة حقا.
-
حبيبي آخر جملة أقولها لك الآن.. عنوان منزل أسرتي أنت تعرفه لو أردتني بالفعل زوجة لك، لا لعبة بين يديك، مع السلامة.