أنوار عبدالرحمن
الجهراء حبيبتنا تألمت حينما تحول ذلك العرس إلى مأتم، والكويت كلها ذرفت الدموع لما جرى هناك من كارثة حقيقية أدمت القلوب، من كان في موقع الحدث روى ما رأى من مشاهد مؤلمة لم تمر عليه حتى في الخيال، وأيضا من مواقف لا تظهر إلا في وقت الشدائد والمصائب، حيث قام بعض الشباب والأهالي ممن كانوا قريبين من موقع الحادث بمساعدة المصابات، منهم من نزع «شماغه»، ومنهم من نزع ثيابه ليستر امرأة خرجت من هول المنظر وقد أصابتها النيران، لقد تراصت الأفئدة حول بعضها لتتآزر في هذه المحنة، وصار الجميع أهلا لهؤلاء الضحايا، فلم يتردد من سمع عن حاجة المصابات إلى الدم وسارع تدفعه روح الحب والمسؤولية إلى التبرع بدمه، والوقوف بجانب الأسر المفجوعة، والصلاة على الجنائز، وكان الموقف المشرف من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، مع بداية الحدث ومتابعته، وما حمله على عاتقه من رعاية مادية ومعنوية للمصابات وأسر الضحايا، دليلا على ترابط هذا الوطن وتلاحمه، وارتباط القائد بشعبه، وأيضا لم يقتصر ذلك على أهل الكويت فقط بل ان من شاهد المأساة عبر القنوات الفضائية، وتأثر بها من إخوتنا في الخليج والدول العربية، شارك بالدعاء وقام بواجب التعزية، سواء بالحضور الشخصي، أو عبر الرسائل بكل أشكالها، إنها الرحمة وروح الأخوة التي تسري في أوردتنا، وما حدث في عرس الجهراء لن ينسى ولن ينمحي من ذاكرتنا أبدا، والألم في نفوسنا عميق ولا نجد له وصف، ولكن عزاءنا ان الله سبحانه جعل من مات بحريق شهيدا بإذنه تعالى، وجعل صبر الصابر على البلاء وحمد الحامد عليه كفارة له، حتى يلقى الله تعالى وقد انمحت عنه ذنوبه كلها.
اللهم ارحم من انتقلت إلى جوارك، وتقبلها شهيدة عندك، فأنت الرحيم الكريم، وامنن بالشفاء العاجل وبالعفو والعافية، على من أصيبت وتضررت منهن، واجعل في نفوس أهليهن الحمد والرضا على ما أصابهم، فأنت أرحم من سأل وأكرم من أعطى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[email protected]