أتذكر نبرتها منذ ثلاث سنوات، عندما كانت تهاتفني من مسقط، وتقول لي «أدعو الله كل يوم في صلاتي أن تحط رجلاي على أرض الكويت، وأقابل عددا من الشخصيات المهمة، وأزور عددا من النوادي والمراكز المهتمة بالفتيات، وأحضر بعض الدورات الخاصة بالتنمية البشرية»، وعندما نتناقش في الموضوع ونقلبه من جميع النواحي، نجد أن هناك صعوبات كثيرة تعرقل تحقيق حلمها، وليس هناك مخرج لتحقيقه، سوى أن يسخر لها الله سبحانه من يزيل عنها هذه العراقيل، وكنت أحيانا أشفق عليها لشدة شوقها وحماسها الشديدين، وأحيانا أخرى أقول لنفسي: إن الله لا يخذل من دعاه من عباده، وسيعطيها مرادها وسيحقق حلمها عاجلا أم آجلا. ومنذ ثلاثة أسابيع جاءتني رسالتها تقول: أنا في الكويت بصحبة أختين، تحملان في قلبيهما نفس المشاعر تجاه الكويت، ولهما نفس الأهداف.
حقيقة.. في البداية كنت أظن أنها تمزح، ولكن عندما اتصلت بها وأعطتني عنوان سكنهن، لم تسعني الفرحة.. خصوصا عندما عرفت كيف يسر الله لهن أمر السفر، وأيضا حضور عدد من الدورات المختلفة لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة، بالإضافة إلى زيارات لبعض المراكز الخاصة بالفتيات، ومقابلة عدد من الشخصيات الكويتية المعروفة على مستوى الخليج والوطن العربي، كما يحلمن تماما.. بل أكثر مما كن يتوقعن، وعندما جلست معهن على العشاء، استمعت وأنا مستمتعة بحكاية مجيئهن إلى الكويت، ومدى سعادتهن لتحقيق هدفهن الأول من حلمهن، وأما الثاني فهو عند رجوعهن إلى مسقط، وتأسيس ناد خاص للفتيات، تحمل جدرانه صور رحلتهن الرائعة إلى الكويت.
يقال إن الأحلام.. تكتب وترسم وتصور، وأن أصعبها منالا هو أعظمها لذة وسعادة عندما يتحقق، وهذا ما لمحته في أعين أخواتنا العزيزات على قلوبنا من مسقط، مروة وعبير ومريم، ومن هنا أقول لهن.. كانت زيارتكن شرفا لنا جميعا، فقد أعطتنا مجالا للنظر مرة أخرى بعين الفخر والاعتزاز بهذا الوطن، وبمن رفع اسمه، فلكن أنتنّ الشكر.
[email protected]