لا أدري.. أقسم بربي انني لا أدري حتى هذه الساعة التي أكتب فيها مقالتي، ما الذي يحدث؟.. وما الذي يراد من إقحام اللهجة العراقية في مسلسلاتنا.. وفي مسرحياتنا، وحتى في احتفالاتنا الوطنية؟
وما المعنى في أن تأتي فرقة تافهة في أحد الأماكن الترويحية لتسمعنا الأغاني العراقية ونحن نعيش أجواء الاحتفالات باليوم الوطني وبيوم التحرير من الغزو العراقي الغاشم؟
وما الفكرة التي يريد أن يجبرنا البعض على الاقتناع بها، عندما نفتح التلفاز أو الراديو ونستمع إلى سيناريو ركيك بين شاب كويتي وآخر عراقي، يوهمك بأن هناك نسيانا لفصول الغدر التي مرت بها الكويت منذ عهد عبدالكريم قاسم، وأن الطعنة النازفة من ظهورنا والتي تلقيناها من صدام المغبور وشعبه الذي آزره وهجم علينا كالجراد، (وكالذباب الأخضر) الذي انتشر في ذلك الوقت، مع غزوهم للكويت، قد برأت؟
يقول أحد الشباب الكويتي الواعي، منذ فترة استقبلت ضيوفا من خارج الكويت، فأخذتهم بجولة جميلة في شوارعنا ومراكزنا السياحية، ثم حجزت لهم مقاعد لحضور مسرحية كوميدية للاستمتاع بأداء أحد الفنانيين المعروفين بذلك، وإلا ببعض مشاهد المسرحية يتحول الحوار بها إلى اللهجة العراقية، حتى صدمت..بل أحرجت.. وأنا أعلم بأن الجراح التي بيننا وبينهم لم تزل ندية، وأن الأمان متوقف مع شعب غالبيته يرفض الاعتراف بأن الكويت بلد حر مستقل إلى هذه الساعة.
نعم.. فالمصيبة الكبرى، حينما يتهرب البعض من مواجهة حقيقة واضحة وضوح الشمس، رغم أن الذي يقف أمامنا صريح في أفكاره التي زرعت وتجذرت في عقله منذ سنوات طويلة جدا جدا.
وأنا ككويتية أعترف في هذه الزاوية الصغيرة، بأن ذاكرتي مازالت مثخنة بجراح الغزو، والألم في قلبي لايزال يئن على ما راح من شبابنا من غير ذنب، أطالب أصحاب القلوب النقية والنظيفة من أهل هذا البلد بأن يحترموا مشاعر كل من مسته يد الغدر، وألا يفتحوا لنا أبوابا نحن في غنى عنها، وتحط من مصداقيتنا أمام العالم، ويجد فيها الآخرون حجة علينا.. فما عدنا نأمن ذلك الجار، ووددنا لو بنينا بيننا وبينهم جدار.. كالذي بناه ذو القرنين.. وكل عام ووطني حر ومستقل رغما عن أنوف الحاقدين.
[email protected]