أطلقت منظمة الخط الإنساني وجمعية العمل الاجتماعي حملة «سقف واحد» بالشراكة مع وزارة الداخلية وبالتعاون مع عدة جهات حكومية وغير حكومية، والتي من شأنها أن تنشر التوعية بحقوق العمالة المنزلية، للحد من المشاكل أو الخلافات التي تحدث بسبب ضعف الوعي بالقوانين التي تنظم عمل العمالة المنزلية في الكويت.
هناك جهل كبير بين العامل والكفيل، وهذا السبب في انتشار الكثير من الممارسات غير الإنسانية في حق العمالة، وهو الأمر الذي أدى الى كثير من المشاكل بين الخادم والمخدوم والتي وصلت الى القتل والتعذيب أحيانا بين الطرفين، كنوع من الانتقام أو التأديب.
يمتلك الكفيل من وجهة نظره الحق في التحكم بحياة العامل لديه، ويتحكم بساعات نومه وعمله ويمتد التحكم الى حياته الشخصية وحرمانه من إجازته الأسبوعية، وهذا الكلام ينطبق على الإناث والذكور، ويمارس على الأولى بشكل تعسفي، حيث تتم ممارسة دور الوصي على العاملات المنزليات، إذ يتم التدخل بخياراتهن الشخصية وإرغام بعضهن على الحجاب، ويمتد الأمر لما هو أبعد من ذلك.
إن اختلاف الثقافات بين بلدانهم والخليج العربي يشكل صدمة ثقافية للخادم وليس المخدوم، إذ لا يتوقع الطرف الأول انه سيتم التحكم بكل شيء ومن ضمنها حريته في اختيار اللبس وساعات النوم والحصول على هاتف والحرمان من الإجازة الأسبوعية، وعدم تحديد ساعات العمل التي قد تمتد لأكثر من 12 ساعة، كل هذا بسبب الجهل.
حملة «سقف واحد» من شأنها أن تزيد الوعي لدى الطرفين، حيث تهدف إلى تعريف أصحاب العمل والعمالة المنزلية بحقوقهم وواجباتهم المنصوص عليها قانونيا، من خلال دليل قانوني مترجم بـ 15 لغة، وهو دليل شامل ودقيق للعمالة المنزلية وأصحاب العمل، سيتم توفيره في مراكز الرعاية الأولية، والمستشفيات، ومراكز الشرطة، وسفارات الدول المستقدمة للعمالة في الكويت، ومكاتب استقدام العمالة، وشركات الصرافة، والجمعيات التعاونية ومرافق أخرى.
كما ستسلط الحملة الضوء على هذه القضية عبر محاضرات وحلقات نقاشية سيتم تنظيمها في المدارس والجامعات، وضمن فعاليات عامة، بغية نشر التوعية بين فئة الشباب في المجتمع، بالإضافة إلى إطلاق حملات إعلامية توعوية.
جدير بالذكر انه من خلال حملة «سقف واحد» سيتم نقل قانون العمالة المنزلية لمرحلة تطبيقية وواقعية يعمل بها أصحاب العمل وتستفيد منها العمالة المنزلية، إذ تم إقرار القانون قبل 3 سنوات دون أن يطبق وتسعى الحملة إلى تفعيل القانون ومواده ونشر التوعية حوله.
ما يحدث من توتر في العلاقات الكويتية- الفلبينية بخصوص موضوع العمالة المنزلية يمكن أن يستقر إن تم تطبيق القانون وينطبق الموضوع على بقية العمالة من جميع الجنسيات، لاسيما ان في كل فترة نسمع عن محاولات انتحار من العاملات في المنازل.
نشر الوعي من خلال حملة «سقف واحد» سيساعد على فهم العلاقة بين الطرفين، وستساعد في نشر وعي أكثر بين ربات البيوت اللاتي نصبن أنفسهن كوليات أمر مسؤولات عن حياة العامل الشخصية، وفي هذا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
نتكلم بشكل عام عن الانتهاك وليس عمن يطبق الرحمة والقانون في منزله، الهدف الوصول الى حل وسط بين الاثنين، إن لم تفهم واجباتك وحقوقك لن تستطيع أن تقوم بعملك وأنت مرتاح.
نعيش معهم تحت سقف واحد، ويجب أن نتعامل معهم كامتداد لعائلتنا وليس كآلات لا تتعب ولا تتعطل.
في النهاية، أنت لا تستطيع أن تعيش دون من يساعدك، لذلك افهم حقوقه حتى لا تظلم نفسك وتظلمه.
[email protected]