بقلم ابنتك: م.أشواق علي المضف
شاء القدر ان يودعنا بالامس القريب رجل استثنائي، لا يتكرر في مجتمعنا الكويتي والخليجي، فلا ابالغ ان قلت انني لم ار في حياتي رجلا يملك ما يملكه الراحل العم خالد يوسف المرزوق من صفات قلما تجدها مجتمعة في شخص واحد.
عمي خالد.. سأخاطب روحك الطاهرة في هذا المقال المتواضع لأبوح لك من خلاله عما يجول في قلبي من حب واحترام واعجاب بشخصك وفي نفس الوقت ما ألمّ بنا من حزن وألم وأسى على رحيلك المفاجئ.
عمي خالد.. لقد تلقيت نبأ رحيلك كالصاعقة التي احرقتني وشطرت قلبي نصفين.
عمي خالد.. استميحك عذرا فأنا لا اعرف من اين ابدأ والى اين سأنتهي في رثائك، فقلمي ولاول مرة يقف عاجزا عن نثر كلماتي المحملة بالحزن والألم فأنا لم اشعر ببكاء القلب في حياتي الا مرتين، الاولى عند رحيل والدي الغالي والثانية عند رحيلك لذلك عذرا ان كانت كلماتي مبعثرة وغير مرتبة.
عمي خالد.. لقد كنت الاب الروحي والمثل الاعلى والسراج المنير الذي ينير لي كل الدروب المظلمة في حياتي العملية والاجتماعية، حتى انني عشقت فيك الانسانية الحقة التي تتحلى بها والتي اصبحت مفقودة في هذه الايام، لقد ضربت المثل في حبك للوطن ووفائك له من خلال مواقفك المشرفة التي سطرتها أثناء الغزو العراقي الغاشم للكويت، ومازلنا نتذكر عندما انطلقت صحيفة «الأنباء» تدافع عن حق الكويت من القاهرة اثناء الغزو فكانت الكويت في قلبك وعقلك حتى رحيلك الى جوار ربك، وكان هذا الحب والوفاء والاخلاص الذي تحليت به مثلا يحتذى به فنحن الآن احوج ما نكون اليه في هذه الظروف.
عمي الخالد.. خالد انا وبلا فخر قد تتلمذت ومعي الكثير من ابناء وطني في مدرسة خالد المرزوق الاقتصادية وتعلمت منها ابجديات العمل الخاص وكيف يكون الانجاز والاصرار والعزيمة، فلك الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما انا فيه من نجاح، فسيرتك الاقتصادية كانت ومازالت نبراسا يدور في فلكه كل من يسعى للنجاح.
عمي خالد.. استودعك الله يا من علمتنا كيف يكون الوفاء والعطاء وحب الوطن نستودعك وتستودعك الكويت التي عشقتها وعشقتك وعملت من اجلها فأحبتك فالكويت اليوم تبكيك حزينة كالثكلى على رحيل خالدها.